رداً على جماهير يوفنتوس والريال

خلال عملي في مجال التحرير الرياضي ربطتني علاقة رائعة بجماهير يوفنتوس بصفتي واحداً منهم، وربطتني علاقة ممتازة مع جماهير الريال الذين تحول جزء لا بأس به منهم إلى أصدقاء، وأعتبر علاقتي مع هذين الجمهورين هي الأقوى إن جاز التعبير، مع حبي الكبير لباقي جماهير الأندية الأخرى واحترامي الوافر لهم.

وأريد أن أبدأ مع جمهور يوفنتوس، الذي دخل المباراة وهو يعرف أن فريقه ليس على ما يرام، ثم لعب كونتي تحت ضغط الاعلام وضغطهم بخطة ليست خطته، ولكنها في الشوط الأول كانت نداً وتفوقت من حيث عدد التسديدات للطليان ومنع الريال من تسديد كرات نحو بوفون، أي أن الدفاع كان ممتازاً وخط الوسط كذلك وفقط غابت مسألة الحسم، ولكنهم يتحدثون عن أخطاء تحكيمية بشكل مبالغ فيه.

أنا أشجع اليوفي، وكنت أعرف بعد بداية الشوط الثاني أننا لن نسجل التعادل، فالفريق يستحوذ ويلعب لكن ليس بالطريقة التي تجعلك تسجل عندما تواجه فريقاً كبيراً مثل الريال وبمدرب ايطالي، وكان هناك نوع من المبادرات الفردية غير المدروسة، أما عن طرد كيليني فصحيح أن اللقطة تستوجب بطاقة صفراء فقط، لكن يجب أن نتذكر بأنه استحق بطاقة صفراء في الشوط الأول على ركلة الجزاء لم ينلها.. وبالمناسبة اليوفي خسر 2-1 بوجود كيليني بل وبسببه ليس لركلة الجزاء فحسب بل عد وشاهد تحركه مع كرة دي ماريا التي صنع منها الهدف الأول وكيف مر رونالدو من خلفه، ثم تعادل اليوفي سلبياً بغيابه مع نقص عددي، لذلك لا يبدو الكلام على أن وجوده كان يكفي للفوز أو التعادل منطقياً بالنسبة لي.

ولو ذهبنا لركلة جزاء فيدال فالمنطقي أن نقول إنه لو تم احتسابها فسوف يتم احتساب ركلتي جزاء في كل مباراة تقريباً، لان هذه اللقطة متكررة جداً وصعب أن تحتسب، ثم أن سقوط فيدال بالنسبة للحكم كان أشبه بالتمثيل منه بتسديد الأرض، ولولا الإعادة لما تبين أنه لم يتعمد السقوط.

بعيداً عن التحكيم، أنا راضي جداً عن يوفنتوس، ومؤمن بأننا سنراه في الدور التالي، ومؤمن أكثر بقدرته على الفوز في تركيا على غلطة سراي، وبالتالي لن يواجه كونتي الخروج المبكر الذي من شأنه لو حصل أن يتسبب بتراجع الكرة الايطالية أكثر وأكثر على التصنيف.

وننتقل الآن إلى جماهير ريال مدريد، حيث أنها مصابة بالخيبة بسبب الشوط الثاني كثيراً، وهذا عكس ما جرى في الواقع، فالشوط الأول هو المخيب حيث سدد فريقها 4 مرات منها الهدفين، وكان عاجزاً عن ايجاد بوفون والمساحات، وتعرض في الشوط الأول لعدد كبير من التسديدات، في حين لم يسدد يوفنتوس في الشوط الثاني الا 3 كرات منها واحدة خطيرة فقط، ولم يستطع الضيوف تسديد أي كرة خلال أخر 15 دقيقة لعب.

ما يجب أن يعرفه المدريديون أن أنشيلوتي مدرب ايطالي واقعي يلعب كما يقول الكتاب لديه، هو متقدم والخصم بعشرة لاعبين وهناك مباراة كلاسيكو، أي تضحيات بدنية سيتم دفع ثمنها السبت، والفوز ممكن نتيجة الأرض والتقدم والتفوق العددي، فاستغل الأمر بواقعية ايطالية شديدة علماً أنه رغم ذلك سدد منها كرة بنزيما التي لا يضيعها إلا كريم وكانت كفيلة بحسم الأمور في الدقيقة 59.

ولكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك هواية اسمها انتقاد أنشيلوتي منتشرة لدى جماهير ريال مدريد التي تحن كثيراً إلى جوزيه مورينيو وفقط، والجميع يعرف مدى حبي وإعجابي بالسبيشل وان لكن ما يجري الآن مع أنشيلوتي مبالغة، فالنظر إلى نصف الكأس الفارغ بات عادة مع الايطالي، فعندما خسر ريال مدريد مع دورتموند 4-1 كتبت “ارحلمورينيو ” فدافعت الجماهير عنه وكادت تحملني مسؤولية النتيجة مع بيبي، ولكن الملكي هزم يوفنتوس بطل ايطاليا فانتقد الجمهور أنشيلوتي بتناقض غريب.

وعلينا أن يتذكر المدريديون أنهم كانوا يلعبون ضد يوفنتوس بطل ايطاليا وأحد المرشحين قبل البطولة للعب دور كبير فيها، وأن يخسر مع فيورنتينا بشكل عابر لا يعني أن أنشيلوتي مطالب بسحقه!

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:

ظهرت المقالة رداً على جماهير يوفنتوس والريال على Super.ae

منقول من رداً على جماهير يوفنتوس والريال