بعدما تحدثت الصحف لأسابيع وأشهر عن صفقات ستشعل الصيف برحيل كل من جاريث بيل الى انجلترا ودي ماريا إلى باريس هاهي تطفئ لهيبه بأنباء رغبة هذين النجمين بالبقاء في أنديتهم وقبول التحدي لإثبات قيمتهم الكبيرة وتبرير الأموال التي دفعت لجلبهم.
قد تكون أنباء رحليهم لم تتعد كونها اشاعات من الأساس غذتها الصحف وملئت بها الوسط الرياضي ضجيجاً من أجل المبيعات وحتى تجد ما تكتبه وهاهي تتسلى الآن بأنباء البقاء والتحدي الجديد، وقد تكون هذه الأفكار راودت اللاعبين أو كانت لوهلة حلولاً منطقية أمامهم وإن تم عرضها من خلال الصحف ، إلا أن قرار البقاء يعد فعلاً تحدياً كبيراً ، ولكن لا يقبله الا الكبار.
بيل فعل المستحيل وتحدى وأضرب عن التدريب في ناديه الأسبق ليصل لحلمه باللعب لريال مدريد ، وبالرغم من أن أداءه في عامه الأول لم يختلف كثيراً عن الثاني إلا أنه استطاع انقاذه بإحرازه لبعض الأهداف الحاسمة التي جلبت الألقاب، ولعله يأمل بتكرار الأمر مرة أخرى في هذا الموسم فلو استطاع حسم لقب الأبطال مثلاً سيعود النجم الذي يستحق أن يتربع على عرش الأغلى في العالم ، وسيتناسى الجميع لحظات الخيبة التي عانى منها طوال الموسم وصافرات الإستهجان ستنقلب لتهليلات وتصفيقات حارة، وسيستطيع كذلك المضي قدماً في السيناريو المرسوم له من قبل الإدارة، التي ما تنفك تكرر أن الويلزي هو مستقبل النادي الملكي ، والخليفة الذي يتم تحضيره ليرث مكان كريستيانو بعد اعتزاله، وهذا يعني أن يرث كل المزايا والألقاب الفردية التي استحقها الدون عن جدارة وساعده في ذلك كونه النجم الأول لريال مدريد، وهذه المزايا تأتي مع الضغوطات الهائلة التي يتعرض لها البرتغالي والمطالبات الدائمة له بأن يكون بقمة مستواه دائماً، وأن يكون المنقذ وماكينة الأهداف التي لا تكل ولا تمل، وأن يحتمل كل مطالب وضغوط البيرنابيو الكبير بجماهيره وإعلامه وتاريخه، فهذا الملعب الذي يطلب أكثر من أي ملعب آخر يقدم له فرصاً لن يجدها في غيره، أهمها فرصة التربع على عرش الأفضل في العالم، والمطالب الغالية لها ثمنها.
أما النجم الآخر دي ماريا، فبعد أن نجح في تحدي البقاء سابقاً في ريال مدريد ورحل عنه وهو بالقمة، عاد ليقبل التحدي مجدداً في مانشستر، هذا التحدي الذي ابتدأه بإرتداء القميص رقم 7 الذي ارتداه قبله أهم نجوم اليونايتد، في رغبة منه لإثبات أنه لايقل موهبة عنهم، وأنه يستحق ويستطيع أن يكون نجم الفريق الأول، حتى يوسع لنفسه مكاناً في قائمة أفضل اللاعبين في العالم. هذه المكانة التي عرف أنه لكي يصلها لابد أن يكون النجم الأول في ناديه، ومع استمرار تألق كريستيانو ومع وجود بيل وايمان الإدارة المدريدية به كان الحل للجناح الأرجنتيني بالرحيل، ولو انسحب الآن من التحدي واختار الطريق السهل مع النادي الباريسي فسيكون اختار طريقاً آخر بعيداً عن الألقاب الفردية وهو طريق الأموال، وطالما لايزال يؤمن بإمكانياته وفرصه فبلا شك بقاءه سيكون وسيلته الأفضل لذلك.
هذان النجمان نجحا بأول اختبار في مهمة لعب دور النجم الأول في أنديتهم وهو البقاء والصمود في وجه التحديات، وباقي أن ينجحا في الأهم؛ اثبات الذات في الملعب والبرهان على خطأ كل من تجرأ على مهاجمتهم أو التقليل من امكانياتهم، فمع أندية القمة الفرصة ان سنحت مرة من الصعب أن تتكرر مرة أخرى.
ظهرت المقالة بيل ودي ماريا..لماذا البقاء هو الخيار الأفضل؟ على Super.ae
منقول من بيل ودي ماريا..لماذا البقاء هو الخيار الأفضل؟
No comments:
Post a Comment