يستضيف فريق ريال مدريد على ملعب سانتياجو برنابيو خصمه التاريخي فريق برشلونة في إطار الدوري الإسباني حيث يبحث كلا الفريقين عن تحقيق نتيجة الفوز بالدرجة الأولى بغية توسيع الفارق النقطي بالنسبة للريال وتقليصه بالنسبة للبرسا.
مباراة ينتظرها مئات الملايين من البشر حول العالم لما تحمله من إثارة ومتعة لا تضاهيها أي مباراة أخرى حول العالم ويكفي أن نقول أن اَخر كلاسيكو جمع الفريق الملكي والفريق الكتالوني استقطب أكثر من 500 مليون مشاهد حول العالم وهي نسبة مشاهدة الأعلى عالمياً بعد نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا وهي دلالة قاطعة على قيمة “كلاسيكو الأرض” وما تُمثله من واجهة حضارية يقدمها فريقان هما من الأكثر شعبية في العالم على الإطلاق.
ريال مدريد وبرشلونة قصة فريقين غيرا وجه كرة القدم حول العالم وغيرا وجه التشجيع الرياضي الكروي لدى مئات الملايين من البشر.
المقاهي والمطاعم والأماكن العامة في أي بلد في العالم لا تمتلئ عن بكرة أبيها سوى في الأعياد والمناسبات والعطل الرسمية.. ومباريات الكلاسيكو! حيث ينقسم الحاضرون بين مشجع ومؤازر لهذا الفريق أو ذاك وترتفع حرارة التشجيع مع ارتفاع وتيرة المباراة.. هي دقائق تسعين تحبس أنفاس عشاق الكرة الجميلة وتُلهب حماس المشاهدين.
قيمة “كلاسيكو الأرض” يكمن في لم شمل جميع أفراد العائلة ذكوراً وإناثاً.. يتسمرون أمام شاشات التلفاز لمشاهدة مباراة لا تتكرر كثيراً.. مباراة تجمع في العادة ألمع نجوم الكرة المستديرة في جو تنافسي جميل وان شابها بعض العصبية لكن في نهاية المباراة يقوم اللاعبون بتحية بعضهم البعض في جو من الروح الرياضية الرائع.
ريال مدريد وبرشلونة غيرا شكل كرة القدم بشكل أو باَخر.. غيرا شكل التشجيع والمؤازة عند مئات الملايين من البشر.. فبرشلونة أدخل خطط وأساليب لعب جديدة لم تشهدها الساحرة المستديرة عبر تاريخها.. وريال مدريد يقدم في العادة وجبات كروية دسمة عن طريق خيرة نجوم الكرة الذين يعزز بهم فريقه على الدوام وهذا كله يصب في مصلحة متعة كرة القدم.
قد يذهب العديد من مشجعي ريال مدريد وبرشلونة إلى المبالغة في المؤازرة والتشجيع وفي بعض الأحيان التعصب لصالح الفريق الذي يحب لكن في النهاية هذه هي حلاوة كرة القدم ومتعتها.. أن تقوم باستفزاز صديق لك يشجع الطرف الاَخر في جو ودي راق.. وبعد انتهاء المباراة تعودان للضحك سوياً والحديث عما جرى خلال اللقاء وكأن شيئاً لم يكن.
هذه هي متعة كرة القدم.. أن ترتقي بروحك الرياضية بعيداً عن السب والقذف لمجرد أن الطرف الاَخر يتعصب لفريقه.. لنجعلها إحتفالية جميلة ونستمتع بلقاء عادة ما يكون قمة في الروعة.
افرح عندما يحرز فريقك هدفاً.. اصرخ اغضب عندما يخسر فريقك.. اسمح لصديقك بأن يقول لك “سحقناكم الليلة ولم تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً أمامنا” لكن دعنا نقوم بتأطير كلامنا وردود أفعالنا بالروح الرياضية بعيداً عن التهجم والشخصنة.
هي كلمة أخيرة أوجهها لعشاق الريال وبرشلونة.. دعونا نستمتع باللقاء ونتفاعل إلى أقصى الحدود ونكون الرابح الأكبر من هذا اللقاء ولا ننسى بأنها مجرد.. كرة قدم.
للتواصل مع الكاتب على فيسبوك :
ظهرت المقالة الرابح الأكبر من لقاء كلاسيكو الأرض على Super.ae
منقول من الرابح الأكبر من لقاء كلاسيكو الأرض
No comments:
Post a Comment