Tuesday, March 17, 2015

جماهير ريال مدريد..نحو خلق بيئة منفرة للنجوم

من الطبيعي والمتوقع أن تستاء الجماهير من أداء فريقها المفضل المرشح لنيل كل الألقاب إذا تدنى مستواه وظهر بشكل لايليق باسمه وبنجومه، لكن من غير المعقول أن نرى صافرات الإستهجان في كل مناسبة يخفق فيها الفريق أو أحد اللاعبين بدون أي لمحة وفاء أو صبر، و غير المقبول أن تكون هذه السياسة عنصرية فيكون الصبر وكل الصبر للنجوم المحليين والإستهجان عند أقل خطأ للنجم الأجنبي، وهذا بالضبط حال جماهير ريال مدريد الأسبانية؛ وصحفه وإعلامه.


فعلى سبيل المثال، نستطيع أن نتفهم حب الجماهير للنجم الأسباني الشاب ايسكو فهو تقريباً حافظ على مستواه في المباريات طوال الموسم واستطاع أن يضغط بحسن أدائه على مدربه ليجد له مساحة في التشكيلة الأساسية وقد ساعده في ذلك كمية الإصابات التي ألمت بالنادي، لكن مقارنةً في بيل مثلاً ماهي انجازات ايسكو؟ كم نقطة ساهم بالحصول عليها مقابل النجم الويلزي؟ كم لقب استطاع لوحده حسمه أو المساعدة في ذلك؟ أو لو قارناه بكريستيانو الذي لم يسلم هو الآخر من صافرات الجماهير بالرغم من كونه أفضل اللاعبين أداءً هذه الفترة، أو لنتجه مثلاً نحو كاسياس الذي حمته الصحافة كثيراً وكذلك راموس الذي تُنسى أخطاؤه فوراً لمجرد أنه أسباني.


لذلك كانت ردة فعل جاريث بيل بعدما أحرز هدفه في المباراة الأخيرة ضد ليفانتي مبررة حيث أظهر احتفاله كمية الضغط الذي يعايشه سواء من صافرات الجماهير عليه وانتقادات الصحف والحديث المستمر عن بيعه ورحيله والمطالبة بزجه في الإحتياط، نعم عانى قليلاً من هبوط في المستوى لكن الجماهير لم تعطه أي إشارة على نيتها بالصبر عليه ليستعيد مستواه بل باشرت بالضغط عليه هي الأخرى متناسية اسهاماته بإنجازات العام الماضي التي أدخلت السرور والفخر لقلوب عشاق النادي.


وماحدث مؤخراً من صافرات استهجان على كريستيانو رونالدو نجم الفريق الأول والذي استطاع دخول تاريخ النادي من أوسع أبوابه بأقل عدد من المباريات يعد أكبر دليل على قلة صبر هذه الجماهير، كما تدل ردة فعله على استيائه هو الآخر من هذه المعاملة، في حين لا تزال الجماهير الإنجليزية تكن له كل الوفاء والمحبة بل وترجوه العودة الى وطنه كما قالت اللافتة التي استأجرتها سابقاً جماهير اليونايتد لحثه على العودة لناديها، بالرغم من أن انجازاته مع الشياطين الحمر لا تقارن بأي شكل مع انجازاته وعطاءاته الكثيرة لريال مدريد.


وهنالك الكثير من الأمثلة مثل اصطدام الجماهير مع دي ماريا الذي بكت على رحيله لكن بعد فوات الآوان، وقد تتكرر الحادثة مع نجم توتنهام السابق المستهدف من كبرى الأندية التي تعرف قيمته وامكانياته، وتساهم هذه الضغوط الإضافية التي تضعها هذه الجماهير غير الداعمة بجعل بيئة النادي الملكي بيئة غير جاذبة ومنفرة لباقي النجوم، فمن الطبيعي أن يختار أي نجم أن يلعب في صفوف نادي تقدره جماهيره وتعطيه الحب مقابل العرق الذي يبذله وتصبر عليه إذا تراجع في فترة من الفترات لأي سبب، فيستطيع أن يدخل تاريخ النادي وقلوب مشجعيه بسهولة، أما أن يعيش صراعاً في الملعب من أجل الألقاب وصراعاً مع الإعلام والجماهير عند أقل هفوة فهذا عبئ لا يحتاجه أي لاعب، وإن كان تاريخ النادي وحجمه وأمواله كبيرة كفاية لتغطي على كل هذه السلبيات إلا أنها تعد واحدة من المعايير التي يقيم فيها النجوم اختياراتهم لوجهاتهم المستقبلية.


ولعل السياسة الحالية المتبعة من إدارة ريال مدريد المتعقلة والداعمة لمدربها ونجومها تخفف من عبء سلبية هذه الجماهير و تجعل بيئة النادي جاذبة أكثر للنجوم، وربما يتوجب من الإدارة التعامل بصرامة أكبر مع الصحف التي يفترض أنها موالية للنادي ولمصالحه لكي تلين سلوك الجماهير وتلهمهم الصبر أكثر على لاعبي الفريق ودعمهم كما يتوجب، ففي النهاية اللاعبون بشر ودعم الجماهير وحبهم أكبر محفز لهم حتى يقدموا أفضل أداء لهم في الملعب.



ظهرت المقالة جماهير ريال مدريد..نحو خلق بيئة منفرة للنجوم على Super.ae






منقول من جماهير ريال مدريد..نحو خلق بيئة منفرة للنجوم

No comments:

Post a Comment