Thursday, May 23, 2013

كلاشنكورة: الريال شوه تاريخ مورينيو لأنه لم يقبل يد العراب!

كلاشنكورة فقرة شبه يومية يقدمها موقع أبوظَبي اَلرياضي ضمن سلسلة هاتريك، فقرة تنتقد بعض التصرفات في عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفها الابتسامة، لكن في الوقت نفسه التحليل.


إنه صراع أزلي، صراع بين الخير والشر، صراع توم وجيري.. من وجهة نظر كاتب العمل فإن جيري هو من ينتصر لأن توم هو الشرير، علماً أن توم لو كان في الحياة الواقعية، لن نعتبره شريراً، فهو يحاول أن يحمي المنزل من فأر غلس!


ما أريد أن أقوله، إن الصراع بين الخير والشر وجهات نظر أيضاً.. لنتحدث عن مورينيو، أو الماسون الأعظم كما يصوره الناس حالياً، إنه الرجل الذي دمر الريال، “خربها” ولم يجلس على تلها، فمن شدة الخراب لم تبقى حتى تلة.. ورحل! رجل بلا أخلاق، منافق، كذاب، دجال، أناني، يفكر في نفسه.. بقي أن يقولوا عنه إنه إبليس متنكر!


لكن في وجهة نظري، مورينيو ليس الشرير في هذا الفيلم، لأنه لم يشي بلاعبيه، ولم يفشي أسرار الفريق! ولم يطعن صديقه في ظهره! ولم يبع شريكه في البناء من أجل بضع أصوات! مورينيو فعل الصحيح، وإن كان الناس لا يرضون بالصحيح، فهذه مشكلتهم، إن كانوا في مدريد معتادين على أسلوب حياة لا يمانع إفشاء الخطط وأسرار غرف الملابس، إن كانت مهمة اللاعبين أن يبيعوا الصحف، إن كانوا في مدريد لا يحبون صراحة مورينيو الجارحة، إن كانوا لا يحبون البرتغاليين كما لمح مورينيو نفسه لأسباب تاريخية! ولا يحبون الشخصيات التي تهاجم دون خوف.. لماذا تعاقدوا معه؟! لماذا لم يفعلوا مثل برشلونة حين أرادوا أن يتعاقدوا مع مورينيو، وأخبروه منذ البداية أنه يتوجب عليه أن يغير أسلوبه، خصوصا مع الإعلام.. فرفض، وكان سيرفض الريال لو أخبروه منذ البداية، أن الريال يديره رئيس تحرير صحيفة الماركا!


الصحافة وكاسياس وفالدانو وبيبي وكل هذه الجوقة لم تنتصر على مورينيو، فقد كان دائماً هو من يضحكنا عليهم وعلى أخبارهم وتحليلاتهم الخالية من المنطق والمعنى.. لكن الرجل تم خذلانه في الملعب، لاعبون تفننوا في إضاعة الفرص في كل البطولات، كأنهم يعتقدون أن الهدف يحتسب فقط حين تسدد خارج الشباك! وهذا يحدث لجميع الفرق، وهذه هي حال كرة القدم، لكن ذلك لا يجعلك تتخلى عن مدرب تحلم به نصف أندية العالم.. أما النصف الآخر فيتمنون لو أنه يزورهم لإلقاء محاضرة! مشكلتنا في هذا الزمن لا نحب الصدق، لا نحب الحقيقة، لا نحب من يقول ما في قلبه.. نحب الحال المائل والإجابات الديبلوماسية التي ترضي الجميع، ولا بأس بالقليل من الكذب والنفاق كنوع من التغيير بين فينة وأخرى.. ومن يفعل العكس، يصبح مخطئاً! هذا صحيح، مورينيو مخطئ، وخطأه أنه رجل من زمن آخر.. زمن الطيبين والشجعان!


هنيئاً لمورينيو رحيله، هم لا يستحقونه أساساً، وبسببهم كان هذا أسوأ موسم في حياته، وليس العكس.. مورينيو لم يشوه تاريخ الريال، هم شوهوا تاريخه، ومن لا يصدق فليرجع إلى إنجازات الطرفين منذ بدأ مورينيو التدريب! ما كانوا ليحرزوا الدوري بوجود برشلونة وبمئة نقطة، وهذا ما لم يفعله أحد قبله، ليس في الريال فقط، بل في إسبانيا كلها! هزم برشلونة في زمن كان برشلونة يقدم فيها الكرة الحلم، أرقى ما توصل إليه البشر في الملعب.. بشهادة ثلاثة أرباع المتابعين والمحللين الرياضيين! لا بأس، أنشيلوتي كان سيفعل الشيء نفسه، ربما بمساعدة بيرلكسوني! مورينيو أكثر مدرب فاز مع الريال بالنسبة والتناسب مع عدد المباريات التي خاضها.. ويقولون إنه الأسوأ في تاريخ الريال! تم تجديد عقد مورينيو وقيل حينها إنهم يريدون البناء ليكون الفريق رقم واحد في العالم، لكنهم نسوا أنه لتبني عليك أن تكسر بعض الصخور وتحفر بعض الأراضي، وأحياناً عليك أن تهد الخرابة الموجودة.. وهذا ما كان يفعله مورينيو حين أقالوه.. أو حين خسروه.


ليذهب مورينيو إلى مكان يجد فيه الحب والصدق لأنه نال من الكره والكذب والخيانة الكثير.. سيرحل مورينيو وسينجح سريعاً، متأكد من ذلك، لكن هل سينجح الريال الآن؟! لست متأكداً.. وقبل أن نرى المستقبل، سنرى المدرب الجديد للريال وهو يقبل الخاتم الموجود في إصبع عراب الريال.. أحد رؤساء تحرير الصحف المدريدية!


هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.


للتواصل معي أو شتمي على انفراد.. تابعني في فيس بوك أو تويتر.








منقول من كلاشنكورة: الريال شوه تاريخ مورينيو لأنه لم يقبل يد العراب!

No comments:

Post a Comment