“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
كما اعتدنا في يوم الجمعة، هذه الحلقة مخصصة للرد على استفسارات وملاحظات وأسئلة القراء، سواء كانوا بشراً مثلنا، أم كانوا مجرد كائنات.. فضائية، قادمة من كوكب ميسي!
من يطالبني بتقليل مقالاتي لأنها أصبحت مملة، وتتحدث في أغلبها عن برشلونة والريال.. أمامه خيارات عدة؛ إما يسقط الريال وبرشلونة ويصبحان بمكانة خيتافي! وأتمنى ألا يخرج أحد ويطالبني بعدم السخرية من خيتافي العظيم! وإما لا يدخل ويقرأ كلاشنكورة إن وجد العنوان فيه شيء يخص برشلونة والريال! أما الخيار الثالث؛ أن ينقلوني إلى التلفزيون كما وعدوني، وإن كان أي من المطالبين يستطيع أن يساعدني في هذه المسألة، فسأكون شاكراً له جداً!
فوجئت ببعض التعليقات الواردة على مقال “ميلان نادي الأفعال.. يفضل ميسي حالياً!”، فهناك من قال إن ميلان هو سيد أوروبا! يا رجل، ميلان الآن “يا دوب” سيد مدينة ميلانو! لقد كان سيد أوروبا في زمن مضى، واليوم قد لا يكون من السادة العشر الأوائل! آخرون رأوا أن ميلان أكبر من ميسي، وأنهم لا يريدون ميسي لأنه لن يفعل شيء في الدوري الإيطالي! هل هذا يعني أنكم تفضلون هوندا على ميسي؟! يا جماعة كونوا منطقيين ولا تتحدثوا بالعاطفة، إن نجم فريقكم حالياً، لو ذهب إلى أي فريق كبير، قد يجد نفسه احتياطياً! أما مسألة ميسي الذي لا يصلح في إيطاليا، فهي نظرية أثير حولها جدل كبير.. وشخصيا أتمنى أن يغادر ميسي إسبانيا يوماً، ليس من أجلنا، بل من أجله، لأني أؤمن به كما أؤمن بأنه بريء في قضية الضرائب.. ومذنب في قضية البدلة المرقطة!
على مقال “المرشحون لتدريب برشلونة مدريديون وفشلة و..!”، وصف بعضهم تحليلي بالتافه والغبي.. يا جماعة قلت لكم، إني أتحدث من “الجانب التكتيكي الميتافيزيقي”! فهل تعرفون معنى التكتيك الميتافيزيقي لتهاجموني؟! أنا نفسي لا أعرف! لكن ربما يعني: التكيتك من الخلف! أو ما وراء الطبيعة التكتيكية! أتمنى أن أكون قد سهلت الأمر عليكم! قارئ عزيز، سألني سؤالاً لوجستياً! وهو “لو عرض عليك تدريب برشلونة أو الريال، فمن تختار؟”، بالطبع، أنا رجل أبحث دائماً عن المبادئ السامية والقيم الأخلاقية العالية والروح الرياضية، لذلك الأمر محسوم بالنسبة لي.. سأختار من يدفع أكثر! قارئ رأى أن اسم المدرب الجديد لبرشلونة لا يعني شيء، فكل شيء منوط أو يعتمد على ميسي، لأنه هو “اللي شايل الليلة كلها”! هل تقصد أن برشلونة عبارة عن ميسي؟! كيف تقول ذلك وأنت كتلوني؟! صحيح أن ميسي “هو الديك الوحيد”! لكن يا عزيزي الديك ليس هو من يبيض، ومن ثم يرقد على البيض حتى يفقس.. الديك لا يفعل شيء وحده، باستثناء إزعاج الفجر بالبطع!
على المقال نفسه انتقدني أحدهم ساخراً مني ومن مورينيو، كما سخر من النقاط التي ذكرتها.. فأجبرني على أن أضحك، واضغط “لايك” على تعليقه.. وهذا هو ردي الوحيد عليه! وهناك من أكد أن برشلونة هو من رفض مورينيو وليس العكس! يا عزيزي النادي هو من يتقدم بعرض للمدرب، وليس العكس! وما حدث ذكرته الصحف الكتلونية، برشلونة تحدث مع مورينيو، وكان هناك شبه اتفاق، لولا أنهم طلبوا منه أن يكون مهذبا في تصريحاته.. فرفض مورينيو ذلك. فمن رفض الآخر برأيك، من جاء بعرض مشروط، أم من رفض العرض المشروط؟! وهذه القصة لا تنتقص شيئا من قيمة برشلونة، ولا تقصر لسان مورينيو! بل هي: ما أوله شرط، آخره نور ومهند وهويام!
انتقادات كثيرة على مقال “مارتينو الذي قال لا لميسي والريال.. عين بالواسطة!”، الكلام المعتاد والتهم المعلبة الجاهزة، ولا أعرف لم كل هذا الغضب، ألا ترون أنه من غير اللائق أن تقول عن رجل له دور في تعيينك في مكان ما: “لا أعتفد أن دوره كان مهماً”؟! الأسهل أن تقول حين تسأل: “لا أعرف ماذا حدث خلف الكواليس، وأشكر كل من دعم اختيارهم لي”! عموماً اعتدت على الانتقاد القاسي، لدرجة أنه حين لا يكون هناك انتقادات أشعر بـأعراض انسحابية! وهو ما يحدث للمدمن حين يتوقف فجأة عما يتعاطاه، سواء كان يتعاطى مخدرات أو كحول أو.. غباء!
قارئ أحزنني بشدة، فقد علق قائلاً: “ما استفزني أكثر، هو استهزائك بالنيسان صني”! حتى سيارة النيسان صني لها مشجعين! يا صديقي أنا آسف إن كنت قد جرحت مشاعر سيارتك! لست حاقداً على الصني أو برشلونة! لكن كان علي أن أضع اسم سيارة رخيصة نوعا ما، بشرط أن تكون معروفة لكل القراء.. فكانت هي الخيار الأفضل. لكن أنت محق، أنا لم اقتن صني في حياتي، وأول سياراتي كانت “هوندا أكورد” مستعملة! كما أقدر شعورك، وأعرف قيمة السيارة الأولى في حياة الإنسان، لا يجب أن يستهزئ بها أحد، أنا أعرف أن هذا الموضوع حساس لدى أي شاب! لا أعرف كيف أواسيك، ولا يسعني إلا أن اقول: فلتذهب الصني إلى الجحيم يا شيخ.. ومعها الأكورد!
في مقال “مورينيو يحتاج لشخص مثل بينيتيز في حياته!”، ذكرت بوضوح أني أعرف كل إنجازات بينيتيز، إلا أن بعض القراء أصروا على أن يعددوا لي إنجازاته! شكراً على الإضافة العظيمة يا شباب! أحدهم ذكر أن بينيتيز أحرز الدوري الإسباني مع فالنسيا، لكنه لم يذكر أن مورينيو أحرز الدوري مع تشيلسي الذي غاب عنه الدوري 50 عام! الاثنان من الكبار، لكن إن وجب الاختيار، فمورينيو يتفوق بسهولة، ومن الغباء أن نتناقش في ذلك!
قارئ آخر قال: إن كان مورينيو حقق المستحيل بفوزه مع الريال بالدوري الإسباني، فإن ما حققه بينيتيز يعتبر أكثر من مستحيل لأنه خطف الدوري من الريال وبرشلونة معاً! يبدو كلامك منطقياً، لكن السؤال هو؛ هل فعل فالنسيا ذاك في العصر الذهبي لبرشلونة، أو حتى عصر الريال الذهبي؟! يا رجل، ديبورتيفو كان أقوى منهما! برشلونة الذي أخذ منه مورينيو الدوري احتار فيه الخبراء: هل هو أفضل فريق في العالم، أم أنه الأفضل في التاريخ؟! عد إلى الأخبار قبل عامين، واقرأ كيف أن أغلب رؤوساء الأندية والمدربين يتحدثون عن برشلونة، وكيف كان كثيرون يؤكدون أنهم لم يروا شيئا كهذا من قبل!
أرجوكم يا جماعة، القليل من المنطق، الرجل حقق 100 نقطة، لم يفعل أحد ذلك قبله! بينما برشلونة في الموسم نفسه حقق 91 نقطة.. برشلونة فاز ببطولة الدوري سابقاً بأقل من 90 نقطة؟! يا رجل دعك من ذلك، فالنسيا نفسه مع بينيتيز حقق الدوري بـ75 نقطة! وفي المرة الثانية حقق الدوري بـ77 نقطة! فهل تستطيع أن تفهم ما الذي صنعه مورينيو مع الريال ليتخطى برشلونة؟! حاول، ستفهم في النهاية!
قارئ آخر أحرجني، وذكر أن مورينيو لم يفز بكأس العالم للأندية بينما بينيتيز فعل! يا رجل الدوري الأوروبي الذي قال مورينيو إنه سيشعر بخيبة الأمل لو فاز به، أصعب من كأس العالم للأندية! عدم الفوز بهذه البطولة وأنت بطل أوروبا، فضيحة! وبطل أوروبا يشارك في كأس العالم للأندية، لا ليحقق إنجازاً.. بل ليجنب أوروبا بأسرها الفضيحة!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
للتواصل معي أو شتمي على انفراد.. تابعني في فيس بوك أو تويتر.
منقول من
كلاشنكورة: ميلان سيد أوروبا.. ومورينيو في عصر برشلونة!