“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
إنه أمر ممتع، هذا الذي يحدث بين مورينيو و”حبيبه” اللدود بينيتيز! حرب باردة تدور منذ زمن طويل، ويبدو أنها لن تتوقف، فبينيتيز لا يصمت، أما مورينيو فستصلنا تصريحاته الجريئة حتى لو وضعوه في قنينة بيبسي ورموه في البحر!
مورينيو قال منذ أيام إنه لو فاز “بالدوري الأوروبي سيشعر بخيبة أمل”.. وهذا كلام منطقي جداً، لكنه بدا وكأنه يسخر من بينيتيز الذي حقق هذه البطولة مع تشيلسي، تشيلسي الذي فاز بدوري أبطال أوروبا قبلها بشهور! فخرج بينيتيز قائلاً: “العمل فقط هو ما يحقق الانتصارات وليس الثرثرة، للأسف هناك مدربون كثر يحبون الكلام”، لا يحتاج الأمر إلى لبيب يفهم بالإشارة، ولا حتى لبيبة لنسألها! هو يتحدث عن مورينيو بوضوح فاقع!
لا أعلم إن كان بينيتيز أطلع على سيرة مورينيو أم لا، فإن كان مورينيو يثرثر وحقق كل هذه الإنجازات، فماذا كان سيفعل لو لم يكن يثرثر؟! ومن حيث الإنجازات فإن جوزيه يتفوق على رافا، ولرؤية ذلك لا تحتاج إلى عدسة مكبرة! وأتمنى ألا يقول أحدهم لي إن مورينيو درب فرق كبيرة مرصعة بالنجوم، لأني سأقول له، ميسي وكريستيانو كل إنجازاتهما وإبداعاتهما مع فرق كبيرة! كما أن بورتو لم يكن كبيراً! بالإضافة إلى أنها ليست مشكلة مورينيو أن بينيتيز لم يدرب فرق كبيرة مرصعة، رغم أنه فعل! ومورينيو كانت فرقه مرصعة بالنجوم، لأنه يفرض شروطه واحترامه على أي نادي قبل أن يذهب إليه، وهذا شيء إيجابي.. لا أعرف لماذا لم يقم به بينيتيز! لا أقلل من قيمة بينيتز فهو مدرب كبير، وأعرف إنجازاته جيداً.. فالأمر لا يحتاج أكثر من كبسة فأرة، ليُظهر العم غوغل كل شيء!
بينيتيز خرج بعد أيام وقال: “صورة ريال مدريد تتماثل للشفاء، قيمها التي فقدت جاءت بسبب قلق الفوز بأي ثمن، ريال مدريد كان دائماً الفريق الذي يذهب للفوز مثل السادة، وهم خسروا هذا بعض الشيء”! عزيزي بينيتيز، في عصر برشلونة الذهبي، حين تلعب مع برشلونة مثل “السادة”، فإنك ستأخذ على قفاك خمسة أو ستة أهداف! وما فعله مورينيو لم يكن ليفعله غيره، لقد حولها إلى حرب، فنجح في أن يسلب من برشلونة دوري يستحيل الفوز به، ودعونا لا ننسى قصة الـ100 نقطة أبداً.. وأرجوكم لا داعي لاتهامي الآن بأني أقصد بدلة ميسي!
عموماً بينيتيز لم ينطق بهذا الكلام لأول مرة، فقد تحدث بالطريقة نفسها في السابق، وقبل حتى عبارة مورينيو الأخيرة، فرافا قال: “كارلو أنشيلوتي مدرب كبير وشخص عظيم وسوف يعمل على استرداد القيم التي كانت دائماً موجودة في صفوف ريال مدريد”! وهو ليس الوحيد الذي لمح إلى ذلك.. فهل هؤلاء يمزحون أم ماذا؟! هل فرش مورينيو “بسطة” وباع من عليها قيم ومبادئ الريال؟! هل أمر لاعبيه بأن يدخلوا إلى الملعب وهم عراة؟! هل قدم رشاوي لأمهات الحكام؟! أرجوكم، كفاكم هراءً!
أعتقد والله أعلم، أن بينيتيز يغار من مورينيو! أولاً، مورينيو درب الريال، وبينيتز لم يفعل، رغم أنه درب فرق المراحل السنية والرديف هناك، ومن الطبيعي أن يكون لديه حلم تدريب الفريق الأول، لكن الريال جاء بمورينيو! ثانيا، في انجلترا كان بينيتيز يعاني مع ليفربول مادياً، بينما مورينيو جاء به الروسي إبراموفيتش وفتح له مغارة علي بابافيتش! ثالثاً، في انتر ميلان كان اللاعبون يعشقون مورينيو حتى حين رحل، بينما كان كثير منهم يكرهون بينيتيز حين دربهم، وماتيراتزي قال شيئاً يدعم نظرية الغيرة: “حاول القضاء على كل الذكريات الجميلة التي تركها مورينيو مع النادي.. بينيتيز نزع من ملعب التمارين الخاص بانتر جميع صور مورينيو”! والمؤكد أنه لم ينزعها ليعلقها في بيته!
ربما يكون ماتيراتزي كاذباً، ونحن عموماً نميل إلى كره ماتيراتيزي بسبب قصة النطحة الشهيرة! لكن رابعاً، بينيتيز نفسه قال: “لقد فعلنا ما كان علينا القيام به، أنا سبيشل وان أيضا، وهذا هو الشيء الرئيسي”! الشيء الرئيسي أن تكون “سبيشال وان”! أها، أنت تطمح لأن تكون مثل مورينيو في يوم ما، وتحترق بسبب ذلك؟! عموماً، كوني لا أذكر ما قاله مورينيو، فذلك لا يعني أن مورينيو كان ولداً جيداً طوال الوقت! فمورينيو هو مورينيو ببساطة، والجميع يعرفون مالذي يعنيه ذلك! وشخص مثل مورينيو قد يحتاج أساساً شخص مثل بينيتيز في حياته، ليفرغ طاقاته التهكمية عليه!
منذ شهور ظهر خبر يؤكد أن مورينيو يتواصل بشكل مستمر مع إبراموفيتش رغم أنه في الريال، وأنه هو من نصحه بأن يتعاقد مع بينيتيز! ولو صح هذا الخبر، ولا أستبعد ذلك بصراحة.. قهذا يعني أمرين؛ إما أن مورينيو طيب جداً، ولا “يحمل أي ضغينة” لبينيتيز، وإما أنه كان يريد ذلك ليسخر منه أكثر!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
للتواصل معي أو شتمي على انفراد.. تابعني في فيس بوك أو تويتر.
No comments:
Post a Comment