“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
سألني كثيرون: لم تعد تتحدث عن مورينيو؟! بعضهم اشتاق لمورينيو في كلاشنكورة لهذا سأل، وبعضهم كان يتهكم، لأنه يعتقد أن مورينيو بخروجه من الدوري الإسباني، خرج من كلاشنكورة.. لا يا شباب، مورينيو سيغادر كلاشنكورة، إن مات، أو مت أنا.. أو ماتت كلاشنكورة!
سخر بعضهم من مورينيو حين قال: “لدينا أفضل حارس مرمى في العالم هو بيتر تشيك”، وذلك لأنه قال عن حراس آخرين إنهم الأفضل أيضاً! لا يا مورينيو، لم أتوقعها منك، تغير في أقوالك.. عار عليك! مهلاً، مورينيو لم يقل هذا الكلام في محضر رسمي! كما أنه حين قال هذه العبارة لم يرفع يده اليمنى ويقسم أمام المحكمة! ولم يكن هناك “اثنين شهود” ومأذون!
حسناً إليكم هذا التحدي، أدخل إلى “غوغل” الله لا يحرمنا منه! واكتب العبارة التالية “لا يقل عن ميسي وكريستيانو”.. وأخبرني كم لاعباً قيلت فيه هذه العبارة! كثيرون “فالكاو، أوزيل، بيل، روني، فان بيرسي، غوتزه..”! يا رجل، ينقص فقط أن تجد اسم سامي الجابر! فالناس يقولونها رغم أنهم يعرفون أن ميسي وكريستيانو يتفوقون على الجميع في المرحلة الماضية.. إذاً هذه العبارات عامة، وربما لو سئل مورينيو نفسه عن بوفون لقال: “بوفون هو أفضل حارس في العالم”! إنها مجرد عبارة تُقال، ولا يعني إن قلتها أنك منافق أو كذاب أو متهرب من الضرائب! ولو سألني أحدهم، ما رأيك بمسلسل “عباس الأبيض”؟ لقلت: إنه الأفضل في التاريخ! ولو سألني الشخص نفسه بعد يومين، ما رأيك بمسلسل “باب الحارة”، لأجبته: “إنه الأفضل في التاريخ”.. رغم أني لم أشاهده!
إذاً هناك اليوم، أكثر من 10 لاعبين يمكن أن يقال عن أي واحد منهم “إنه أفضل لاعب في العالم”! ثم إن مورينيو مثله مثل أي مدرب أو مدير، يريد أن يحفز لاعبيه، ويشعرهم بقيمتهم، لذلك سيقول ما يجب أن يقوله.. ولا يعتبر ذلك نفاق، فلو قال لي مديري: “أنت أفضل كاتب في العالم”، فذلك يعني أمرين: الأول، هو يحفزني لأستمر، والثاني والمرجح أكثر، هو يريد أن يقيلني! كما لا يعني ذلك أنه لن يقول العبارة نفسها لخلدون موسى غداً! وربما لو عاد مورينيو إلى الريال في الموسم المقبل، وكان كاسياس هو الحارس الأساسي والمتألق لقال: “كاسياس أفضل حارس في العالم.. حين يجلس بجانبي على الدكة”!
مورينيو واصل هوايته في المؤتمرات، حين قال: “لا أريد الفوز بدوري أوروبا، إذا أحرزت هذا اللقب فسأشعر بخيبة أمل كبيرة”! كم أنت مضحك يا مورينيو! لقد سخر من بينيتيز الذي أحرز هذه البطولة لتشيلسي في الموسم الماضي! وهو محق بصراحة، فماذا ستقول للاعبيك وهم يرفعون الكأس، هل ستقول: “هنيئاً لنا.. نحن أفضل السيئين”؟! ويصبح الأمر أسوأ كلما كان الفريق أكبر، وتشيلسي كان قد فاز بدوري الأبطال نفسه، قبلها بعام! كما أن مورينيو يريد أن يمنح لاعبيه حافزاً للفوز بدوري الأبطال.. ولو حدث ذلك: قد أكتب مقال بعنوان “من يشك أنه الأفضل فليتحدث الآن.. أو فليصمت إلى الأبد”!
إنه مورينيو يا شباب، وقد بدأ للتو، هذا مجرد إحماء! وكما نعلم جميعاً، مورينيو: لما تفك ما حتصك! سر يا مورينيو يا ملك الساخرين.. ونحن من خلفك!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
للتواصل معي أو شتمي على انفراد.. تابعني في فيس بوك أو تويتر.
منقول من كلاشنكورة: لو عاد مورينيو إلى الريال.. لقال “كاسياس هو الأفضل عالمياً”!
No comments:
Post a Comment