Thursday, August 29, 2013

كلاشنكورة: كاسياس هو الريال.. والمقال ممل أو مقرف!

“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!


كما اعتدنا في أغلب أيام الجمعة، هذا المقال مخصص للرد على استفسارات وملاحظات القراء، وأيضاً شيء آخر، للتفسلسف عليهم!


هناك من بطالبوني بعدم الكتابة يومياً، لأن هذا يؤثر على جودة مقالاتي، وأن أكتب حين أشعر برغبة في ذلك فقط! يا أحبائي، الكتابة بالنسبة لي عمل، وليست كعكة جبن بالفراولة لآكلها حين أرغب في ذلك! عموماً، هناك من يطالب بأن أكتب حتى في يومي الجمعة والسبت، أي في إجازتي! وهناك من تطرف وطالب بأن أكتب ثلاث مرات يومياً.. لكنه لم يحدد قبل الطعام أم بعده؟!


مقال “ميسي يبصق.. ويتبادل تحية الضُرة مع فيا!” هناك من رآه مقرفاً، وهذا صحيح، فموضوع المقال أو بطله هو من يحدد ما سيكون عليه المقال أحياناً! وأذكر أني حضرت فيلماً سعودياً قصيراً ممل جداً، وكان عن رجل متدين ومتشدد إلى أبعد الحدود، كان يمر على أحد المحلات “يومياً” ويطالب صاحبه بتغيير الصورة أو المانيكان (لا أذكر جيداً) لأن هذا حرام! حين سئل المخرج بعد الفيلم عن السبب الذي جعل فيلمه مملاً إلى هذه الدرجة قال: “هذا طبيعي، فبطل الفيلم شخصية مملة جداً”! أقنعني، رغم أن العذر أقبح من الفيلم نفسه!


كثيرون لم يفهموا مقال “لا يمكن أن تلعب الكرة في مسلخ!”، أو لم يتقبلوه، وأنا أعرف السبب، فالمقال يندرج تحت مسمى “الكتابة الذاتية”، أي الكتابة عن تجربة شخصية، وهو نمط لا يستخدمه كتاب الشأن الرياضي كثيراً، ربما لأن القراء لا يتقبلونه منهم، وذلك لأن القراء تعودوا على نمط منمق رصين حصيف! تعودوا أن يقول كاتب مقال الرأي رأيه في حدث معين ويدعمه بالأدلة.. وانتهينا! بالنسبة لي الكتابة متعة، مثل الأكل والنوم! سيقول قائل: “أنت رجل هاوي ولا تعرف المعايير والأصول الصحفية”! سأقول له: ربما يا عزيزي، لكني سأشرح لك الأمر من خلال هذا المثال..


لو ذهبت ومعي صحافي عربي يعمل في صحيفة رصينة، لإجراء حوار مع شخصية بارزة تنتقد النظام المالي العالمي لأنه يزيد الفقراء فقرا والأثرياء ثراءً، وأجرينا الحوار معه. سيذهب الصحافي الرصين إلى مكتبه وينقل فقط ما قاله الرجل ويكتب التالي: أكد فلان الفلاني أن النظام المالي يسحق الطبقة الفقيرة أكثر فأكثر، لأن الثروات موزعة بشكل غير عادل، وقال: “على الأغنياء أن يضعوا أنفسهم في مكان الفقراء، ويتصرفوا على هذا الأساس”، كما أكد أن… إلى آخره من عبارات “وأردف” و”أضاف” و”أكمل”..


بينما أنا سأكتب التالي: لوحة فنية حية، مدينة دبي لا تهدأ ولا تنام.. هذا هو المشهد الذي يراه يومياً فلان الفلاني من مكتبه الواقع في الطابق الـ90 من برج خليفة.. الرجل الملفب بـ”نصير الفقراء” يجلس خلف مكتبه، يرتشف قهوته التي وضعتها أمامه للتو سكرتيرته الثانية، فقال بعد أن أشعل سيجارة: “النظام المالي يسحق الطبقة الفقيرة أكثر فأكثر”، وعلل ذلك وهو يضغط على زر أقفل به الستائر: “الثروات موزعة بشكل غير صحيح”، خف بريق ساعته الرويليكس التي لم تعد تصلها أشعة الشمس، وأضاف: “على الأغنياء أن يضعوا أنفسهم في مكان الفقراء، ويتصرفوا على هذا الأساس”…


النمط الثاني من الصحافة هو الذي تربيت عليه، ولا أعتقد أنه موجود في عالمنا العربي الجميل، ولهذا السبب لا أعمل في الصحافة حالياً، لأني لا أعتقد أن مهمتي في الحياة أن أحمل مسجلاً، أسجل به كلام رجل آخر، ومن ثم أنقله إلى ملف “وورد” وأرسله إلى رئيسي.. أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك، لا أستطيع أن أكون رصينا! وأذكر إليكم عبارة رائعة كتبها أحد أساتذتي حين كان يغطي مؤتمر عالمي ضخم، إذ كتب التالي: وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن السلام والأمان في المنطقة، وقال كلاماً جميلاً، يشبه كثيراً حمام الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر؛ نظيف وجميل وراقي، لكن “الفلاش” لا يعمل!


ما أريد قوله، أنني أكتب أشياء أحياناً غير معتادة خاصة في الرياضة، لكن هذا لا يعني أنها خاطئة أو تافهة، إنها فقط طريقة أخرى قد لا يستسيغها بعضهم، أو لا يقدرونها، وهذه وجهة نظرهم وأنا أحترمها كما أحترم ذوق ميسي في الملابس! وقبل أن أنسى هناك من تسائل في المقال عن معنى كلمة “باجة”؟ إنها وجبة تجد فيها التالي: رأس الذبيحة، لسانها، أحشاؤها، أطرافها، مع الماء والخبز والبهارات.. هي وجبة الكوارع تقريبا! وفي المسلسل الخالد “درب الزلق” اقترح سعد على شقيقه حسين بن عاقول أن يفتحوا مطعماً للباجة، فقال حسين متهكماً: “وماذا نكتب على المحل.. باكه؟!”، وسمعت والعهدة على الراوي، أن العراقيون يحبون أن يأكلوها صباحاً، بينما يأكل الآخرون الكرواسون!


على مقال “مورينيو يقدم عرض رسمي لضم كاسياس!”، قال أحدهم “إن كنت تستهزئ بالريال فالأولى أن تبدأ بنفسك، لأننا كعرب..”. يا سيدي والله العظيم سخرت من نفسي، ومن العرب ومن أبي وأمي! ثم أني في هذا المقال لم أسخر من الريال أساساً! إلا إن كان كاسياس هو الريال في وجهة نظرك! أحدهم لاحظ أن المقال طويل، وإني كررت فيه أشياء مثل “ذكر سبب قدوم لوبيز مرتين” وهو ما يجعل المقال مملاً نوعاً ما.. أولاً، أنت مخطئ، لأني ذكرت سبب قدوم لوبيز ثلاث مرات!


ثانيا، هناك إشكالية أختلف فيها حتى مع كتاب كبار وهي: هل يطول الكاتب مقاله ليكون أسهل ويفهمه الجميع، أم يختصره قدر الإمكان حتى وإن سبب ذلك مشكلة لبعض القراء؟ بالنسبة لي، أحاول أن أمسك القلم من المنتصف! لكني أكتب في موقع رياضي يا صديقي، أعمار جمهوره تبدأ من الـ13 عام، وربما أقل، وأحياناً أضطر لأن أفعل ذلك، كما أن التكرار يعلم الشطار! ولتكون معي في الصورة إليك هذه المعلومة؛ هناك من فهم من هذا المقال أني أطالب مورينيو بأن يتعاقد مع كاسياس حقا!


ثالثا، المقال الذي قلت إنه طويل لم يتجاوز الـ500 كلمة! وفي الأعمدة الصحفية هذا أمر عادي جداً، لكني أعترف أني كتبت مواضيع لم تتعدى الـ300 كلمة، فهل تعرف ماذا حدث حينها؟ قال بعض القراء إن المقال قصير جداً! فأفتني أنت، ماذا أفعل؟! عموماً، لست مطالباً بعدد كلمات معين والحمدلله، وأفعل ما أراه مناسبا، وقد أصيب في تقديري وأخطئ.. ومن يخطئ هذا يعني أنه يعمل وينجز، ومن يعمل وينجز ينال ما يستحقه.. يتفنش عادة!


في النهاية المقال الذي تحدثت عنه لم يكن طويلاً أبداً.. والدليل هذا المقال!


هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.


للتواصل تابعني في فيس بوك أو تويتر.








منقول من كلاشنكورة: كاسياس هو الريال.. والمقال ممل أو مقرف!

No comments:

Post a Comment