تورط أفضل لاعب في العالم في فضيحة التهرب من دفع الضرائب، ليصبح ليونيل ميسي نظرياً معرضاً لدخول السجن بحسب القوانين الاسبانية، رغم ان تطبيق هذا الامر سيخلق زوبعة عالمية ليصبح هذا الخيار مستبعداً لافتراضات غير قانونية.
ميسي ووالده خورخي متورطان في تفادي دفع الضريبة على مداخيل ليونيل ما بين عامي 2006 و2009 والمقدرة بـ4.1 مليون يورو، أي في مطلع بروز النجم الارجنتيني عندما كان بين عامي 19 و22 عاماً، أي بكلمة أخرى عندما كان فتى لا يفقه سوى ركل الكرة والابداع داخل الملعب، اذاً أفكار التهرب من دفع الضرائب بكل التأكيد لم تكن وليدة بنات أفكاره، وربما لعب والده الدور الرئيسي في ادارة شؤونه المادية وايجاد حلول لكل مشاكله في سنواته الاولى في كتالونيا.
خورخي ميسي يقول ان كل المشكلة “سوء فهم” وانه لا علم له بأي ضرائب غير مدفوعة، رغم أنه بحسب مصلحة الضرائب هناك أدلة دامغة على تهرب فاضح، لينصب التركيز الآن على ايجاد حلول وليس على تصريحات اعلامية رشيقة، رغم ان رئيس برشلونة ساندرو روسيل شدد على تأكيده من براءة ميسي، في حين استغلت الصحف المدريدية هذه المشكلة لتفتح النيران على النادي الكتالوني وعلى “النجم الساقط”، لتربطه بالمشاكل السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وان ما فعله ميسي هو حصيلة فساد العديد من السياسيين في اسبانيا، ورجال الاقتصاد والبنوك في العاصمة التي باتت وصمة سوداء على جبين اسبانيا في نظر الاتحاد الاوروبي، لترد عليها “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، التي نأت عن نفسها في ابراز الخبر والفضيحة، بشن حملة شنيعة على الاعلام “الفاسد” في العاصمة مدريد، معتبرة الدعوى القضائية على ميسي بانها “هجوم مدروس على اقليم كتالونيا”، وانه “الخيار المثالي لتبرئة ساحة الفاسدين في مدريد”.
الامور لن تنتهي عند هذا الحد، ليكون صراعاً جديداً بين ريال مدريد وبرشلونة بوجه آخر وفي ساحة قتال أخرى، وربما سيفكر ليونيل للحظات: هل حقاً أنا مخادع ونصاب؟ لكن كلنا نعرف انه ليس سوى ضحية لا حول لها ولا قوة، رغم سذاجة وقوعه في موقف مثل هذا الا اننا ندرك ان عبقريته تكمن في أقدامه وليس في ادارة المال والاعمال التي ترك شؤونها لوالده وزمرة من الخبراء.
واذا فعلاً أصر بعض النافذين على معاقبة النجم، ربما بالسجن، فان هذا سيفتح باب جهنم على مئات النجوم في كافة الحقول، لكن في النهاية قد يكون الحل مادياً، اذ سيقف ميسي امام قاضي المحكمة ويعترف بذنبه، وسيسارع محاموه لايجاد حلول وتسوية ترضي الجميع، وقد يكون حلاً مؤلما حتى لنجم يتقاضى 15 مليون يورو سنوياً من راتب وعقود رعاية، وفي النهاية سيأمر القاضي بتغريم ميسي ووالده مبلغ 25 مليون يورو مع دفع مبلغ الـ4.1 مليون يورو المفترض انه تهرب من دفعه لينتهي الامر عند هذا الحد.
لكن هذا المشكلة كانت كافية لتلطيخ سمعة ميسي، وقد تقوض خياراته في الشركات الراعية وبالتالي مداخيله، وهو انتصار يصب في معسكر المدريديين، وهذا هي الحرب الحقيقية.
منقول من ميسي… “النصاب” المخادع أم الضحية الساذج؟
No comments:
Post a Comment