كلاشنكورة: شيء لم يُقل في قضية مورينيو!

كلاشنكورة فقرة شبه يومية يقدمها موقع أبوظَبي اَلرياضي ضمن سلسلة هاتريك، فقرة تنتقد بعض التصرفات في عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفها الابتسامة، لكن في الوقت نفسه التحليل.

لم أتحدث عن مورينيو منذ مدة طويلة، وهذا لا يجوز.. مرت ثلاثة أيام!

إلى الآن ردات الفعل من الذين تعاملوا مع مورينيو في الريال إيجابية، حتى كاسياس خصمه المباشر قال: “لا أحمل أي ضغينة لمورينيو، أتمنى له كل التوفيق مع تشيلسي”، شكراً يا كاسياس على أخلاقك العالية وتصريحاتك الجميلة.. لكني كنت أتمنى لو أنك تمنيت له التوفيق وهو في مدريد!

لم يتحدث أحد عنه بالسوء، بل إن الأغلبية تغزلوا به، أوزيل وخضيرة قالا من وراء ظهره إنه “أفضل مدرب عملا معه”، لم يكونا يجاملان لأنهما خائفان من لسانه السليط، وإصبعه الطويل! أما أربيلوا فقال: “يبدو أن مدح مورينيو أصبح من المحرمات الآن… مورينيو كان رائعا معنا”. يبدو أن هناك من لا يريدكم أن تمدحوا مورينيو.. ربما أعدائه الذين لم يستطيعوا أن يحاربوه شخصياً، لأنه حولهم إلى مجرد مهرجين درجة ثانية في سيرك.. فقاموا بهد السيرك على رؤوس الجميع!

أعداء مورينيو وخصومه، رأوا أن مورينيو أضر بالكرة الإسبانية، ولا أعلم كيف تفتقت قريحتهم بذلك! فلو هم يقصدون المنتخب الإسباني، فهذا المنتخب حقق بطولة أمم أوروبا حين كان مورينيو في إسبانيا، صحيح أنهم حققوا كأس العالم قبله، لكن “كأس أمم أوروبا أقوى من كأس العالم لعدم وجود السعودية وهندوراس”، وهذا ليس كلامي، هذا كلام تشافي.. هذه الحكم لا تخرج مني! أما إن كانوا يقصدون الكرة الإسبانية محلياً، فدعوني أسألكم: هل مورينيو هو الذي أخفى عينات فحص المنشطات في إسبانيا وتسبب بفضيحة؟! هل مورينيو هو الذي صنع الفساد والتلاعب في النتائج الذي تحدث عنه عضو في الاتحاد الإسباني لكرة القدم؟! هل مورينيو هو الذي باع أسرار الفريق الذي يأكل منه عيشاً؟! هل مورينيو هو الذي سبب الأزمة الاقتصادية في إسبانيا.. واليونان؟! والسؤال الأهم في الحقيقة: هل مورينيو هو الذي تهرب من الضرائب؟!

بيريز الذي تخلى عن مورينيو بـ”التراضي”، وهو معذور نوعاً ما، لأن الأسهل دائماً هو أن تغير المدرب.. وقد قلتها سابقاً: “إن وقفت أمام المرآة ولاحظت أن وزنك ازداد كثيرا، فالحل ليس صعباً، وهو يحتاج للقليل من الإرادة فقط.. اكسر المرآة!”. وهذا أسهل من الحمية والتمرينات والحرمان وكل هذا القرف! بيريز رد على من تحدثوا عن مورينيو وقال: “إنهم يتبعون استراتيجية انتقاد من يهزمهم”، طبعاً هو يتحدث عن لاعبي برشلونة.. فهو لا يجرؤ على أن يتحدث عن الصحافة المدريدية! بيريز أضاف: “نحمل الكثير من العاطفة لمورينيو لأنه هو من فرض علينا ذلك، فقد كان يتحمل الضغوط الكاملة من أجل أن يبعدها عن اللاعبين”، حسناً، قد يقول قائل إن بيريز كذاب ومنافق ويجامل مورينيو، سأقول “ربما”! لكنه أضاف: “وهو لم يفشل مع مدريد، حيث أهداه لقباً هو الأكثر قيمة بحسب مجلة فوربس”.. هل مجلة فوربس تكذب أيضاً؟!

بيريز أبدع حين أردف: “الضغوطات في الريال كبيرة جداً، قد لا يتحملها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية”! في هذه الحالة على مورينيو أن يترشح لرئاسة العالم كله! للأسف السياسة هي المجال الوحيد الذي قد لا ينجح فيه مورينيو.. لأنه لا يعرف كيف يظهر بوجهين! بيريز أضاف أخيراً: “مورينيو برأيي أفضل مدرب في العالم، وقد قلت له ذلك”. نعم يا بيريز، وقد تخليت عنه أيضاً، لترضي بعض الفاشلين! لكن لاحظو أمراً، بيريز يعتبره الأفضل، وابراموفيتش أعاده إلى تشيلسي، موراتي أكد مراراً أنه يتمنى عودة مورينيو.. هل مورينيو عامل لهم “عمل”؟!

ومن ثم يخرج فابريغاس ليبين لنا مدى محدوديته، ويقول: “عن أي كسر هيمنة يتحدث مورينيو؟ لقد فزنا بالدوري بفارق 15 نقطة”! بمعنى يسألك شخص: “كيف حالك؟”، فتجيبه: “اسمي عبدالله.. وعمري 25 سنة”! يا عزيزي فابريغاس حين يقول مورينيو إنه كسر هيمنة برشلونة، فهو يقول إنه فاز بالدوري الإسباني حين كان الجميع يتخيل أن برشلونة فريق لا يخسر أو يقهر، وقبلها بسنوات كان برشلونة “مهيمن” على الدوري، بدليل إنه فاز بالدوري ثلاث سنوات متتالية.. ولم يكن برشلونة “ينتوي” التوقف!

لكن مورينيو أوقفهم.. أكرر: مورينيو أوقفهم، حين حقق 100 نقطة ليفوز بالدوري، وهو أول من فعل ذلك.. هذا ما يتحدث عنه مورينيو يا فابريغاس! ويقول المثل الشعبي: “أقول له ثور.. يقول لي احلبه”! وأعتقد أنكم مثلنا في إسبانيا، لا تحلبون الثور! أنتم تقتلونه في احتفال جماعي!

هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.

للتواصل معي أو شتمي على انفراد.. تابعني في فيس بوك أو تويتر.

منقول من كلاشنكورة: شيء لم يُقل في قضية مورينيو!