Monday, September 30, 2013

كلاشنكورة: قصة ضربة جزاء الريال بالكامل.. من بيبي إلى روسيل!

“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!


لقد كان خبراً مرعباً، يقول “حكم مباراة الريال وإلتشي سيزار مونيز فرنانديز إلى الثلاجة”! هل يعقل أنهم قتلوه وأرسلوه إلى ثلاجة الموتى؟! وكل ذلك من أجل ضربة جزاء مشكوك في أم صحتها!


الحمدلله، الأمر ليس كما فهمت، بل ذكر التقرير أن اللجنة الفنية أوقفت الحكم لمدة معينة، والإيقاف أو التجميد يسمى “الثلاجة” هناك! والآن لنعود “فلاش باك” قليلاً، تحديداً إلى ما قبل لحظة ضربة الجزاء التي تستحق التخليد، مثلها مثل “هدف مونتاري الملغي” الموجود في هاتف غالياني حتى الآن!


فبعد أن سجل إلتشي هدف التعادل في مرمى الريال في اللحظات الأخيرة، وجد الحكم نفسه في موقف محرج! حصل الريال على الكرة، إنها في منطقة الجزاء، بدأ الحكم يقول في نفسه: “فليسقط أي واحد منكم.. أسقط وأنا سأتكفل بالباقي”! ربما هذا ما حدث، وأعتقد أن الحكم أخطأ خطأ كبيراً لا يجب تكراره في المرة المقبلة.. عليه أن يحتسب ضربة الجزاء في بداية الشوط الثاني! حينها حتى لو كانت ضربة جزاء كوميدية، لن يتحدث أحد، حتى المظلوم، لأنهم سيجيبونه: “هل تريد أن تقول أنك كنت ستفوز على الريال لولا ضربة الجزاء؟”!


سقط بيبي واحستبت ضربة الجزاء، بعد أن جر لاعباً بريئاً! ولكن هذا ليس غريب على لاعب أراد أن يضرب حتى زميله في الفريق بنزيما الطيب.. لماذا لم تتشطر على إبراهيموفيتش أو بالوتيلي؟! وبدأت ردود الفعل على الحدث الغريب، فكتب بيكيه: “أشاهد فيلما كوميديا، عبر القناة المخصصة لنقل مباريات الدوري الإسباني”، إنه ظريف أيضاً، هنيئاً لشاكيرا به! فرد عليه أربيلوا لاعب الريال: “أنا سعيد بأن بعضهم استبدلوا المسرح بالسينما، ذلك دائما ما يكون أمرا جيدا”! هل هو يذكر هنا أن لاعبي برشلونة معروفين بالتمثيل المسرحي؟! أما أنشيلوتي مدرب الريال فقال: “الحكم مثل اللاعب معرض للقيام بأخطاء على أرضية الملعب.. الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة”! على فكرة، هذه العبارة طقم جاهز، يُباع على أي “بسطة” في الشارع!


السؤال يا أنشيلوتي هو.. لماذا أغلب الأخطاء تكون في صالح الفرق الكبيرة على حساب الصغيرة؟! عموماً، هذا ليس محور حديثي الآن.. أما السؤال الثاني فهو: لو كنت أنت مدرب إلتشي هل كنت ستقول هذه الحكمة الرائعة؟! والسؤال الثالث: بصراحة ما رأيك في بيبي؟! وقبل الإجابة تذكر أنه قد يطعنك في ظهرك في يوم ما، كما طعن أخ لك من قبل! عموماً، تاتا مارتينو مدرب برشلونة قال: “انتقاد الحكام في العلن، هو بمثابة رميهم طعاماً للأسود”. من السهل جداً أن تقول هذه العبارة وأنت تملك فريق يفوز فقط.. اللهم لا حسد!


لكن عبارة “طعاماً للأسود” أعجبتني.. ورغم ذلك تخيلته يقول: “كلنا في الهوى سوا”! فبرشلونة نفسه استفاد من التحكيم قبلها بأسبوعين أمام إشبيلية.. ويالسخرية القدر، إنه الحكم نفسه! مونتشي المدير الرياضي في إشبيلية قال: “إنه أمر مقزز، النصر لإشبيلة الأفضل في الحياة”، اتفق معه، لكن “إشبيلية الأفضل” في حياة من بالضبط؟! أما نافارو مدافع الفريق فقال: “إنها سرقة شاهدها الجميع”، ولا أتفق معه.. الحكم مثلاً، لم يشاهد ذلك!


روسيل رئيس نادي برشلونة لم يترك المسألة برصانة! فقال عن ضربة الجزاء: “ما زلت لا أستطيع أن أصدق ذلك”، لا يا “أبو الروس” صدق، فهذا ما تفعله حين يكون الخطأ لصالح فريقك، تُصدق! إلى هنا نصل إلى الضحية الكبرى، اللاعب الذي أسقطه بيبي أرضاً وأخذ منه ضربة جزاء! والحمدلله أنه لم يأخذ أكثر من ذلك!


كارلوس سانتشيز قال: “لم أكن أعرف الكثير عن رياضة الجودو قبل ليلة الأربعاء تلك، الآن صرت أعرف القليل عنها”، هذا ما أقوله دائماً، كن إيجابياً؛ أنظر إلى الجانب الممتلى من طبق المندي، شرط أن يكون الطبق لك!


كارلوس أضاف: “بيبي كان على وشك أن يقتلع ذراعي”! أما هذا الكلام فهو عيب ولا يجوز ولا يمت للرياضة بصلة، ولا حتى فجلة! هل تلمح إلى الفيديو الذي نشرته القناة الكتلونية قبل عام عن بيبي.. فيديو الضباع؟!


المضحك المبكي في هذه القصة، أن الحكم المذكور في المقال تم اختياره حكما رابعاً في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا.. لماذا لم تمنحوه هدية جهاز “آيباد” أيضاً؟!


معاني الكلمات:


فلاش باك: العودة إلى الماضي، وهي طريقة تُستخدم في بعض الأفلام. ولو صنع أحدهم فيلماً عن حكم مباراة الريال مونيز، سيبدأ الفيلم بلقطة ضربة الجزاء مثلاً، ومن ثم سيعود المخرج إلى قصة الحكم منذ البداية، وسيكون المشهد الثاني لطفل اسمه مونيز يحاول سرقة قميصاً رياضياً من أحد المحلات.. قميص الريال!


تمثيل مسرحي: هو تمثيل مبالغ فيه، وذلك ليستطيع آبعد متفرج من الجمهور أن يرى أداء الممثل، أما في السينما، فالتمثيل هو ألا تمثل.. ولو افترضنا أن الممثل يريد أن يظهر عدم رضاه عن شيء معين، في المسرح سيضرب كفاً بكف ويطوح رأسه يمينا وشمالاً، بينما في السينما يكفي أن يزم شفتيه قليلاً، أو حتى تكفي نظراته.. انتهى الدرس يا شباب، لا تنسوا تحلوا الواجب!


فيديو الضباع: فيديو صنعته قناة كتالونية، وكان من ضمنه لقطات لبيبي وهو يعرقل ويضرب ميسي، ومن ثم لقطات لضباع تهاجم جاموساً.. جدير بالذكر أن الضبع حيوان من طبقة اجتماعية متدنية في عالم الحيوان.. “لو كلاس” يعني!


هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.


للتواصل تابعني في فيس بوك أو تويتر.








منقول من كلاشنكورة: قصة ضربة جزاء الريال بالكامل.. من بيبي إلى روسيل!

No comments:

Post a Comment