كلاشنكورة فقرة شبه يومية يقدمها موقع أبوظَبي اَلرياضي ضمن سلسلة هاتريك، فقرة تنتقد بعض التصرفات في عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفها الابتسامة، لكن في الوقت نفسه التحليل.
كما اعتدنا في يوم الجمعة، هذه الحلقة مخصصة للرد على القراء والتواصل معهم، لكن أحب أن أوضح للقارئ أن هذه الحلقة تحوي ألفاظ قد يراها البعض صادمة أو جارحة، لذلك يرجى توخي الحذر والخروج.. وإن فضلت المواصلة فأنت تفعل ذلك على مسؤوليتك الشخصية!
لست ضد النقد، ولست فوقه أو تحته، أقرأ أراء القراء جميعها، بعضها مقنع وبعضها مفرح وبعضها مبكي وبعضها مخزي! لكن بعض المعلقين يضحكوني جداً، فتراه يرد على كل نقطة في المقال، ويطالبني بعدم الكتابة في هذه المسألة، وأن أرتقي بقلمي وكل شيء.. ومن ثم يقول: “لا تعبتر هذا نقد يا أستاذ عبدالله”! حسناً، لكن أعتبره ماذا يا عزيزي.. تهنئة بمناسبة رأس السنة القديمة؟!
بشكل عام علق كثيرون أنهم ملوا من ذكر الأشياء نفسها في كثير من الحلقات مثل ميسي ومورينيو وبرشلونة والريال، وطالبوا بـ”العدالة الإعلامية”! إنه زمانهم يا جماعة، وأخبار كثيرة تتعلق بهم، ومن يتابع برنامج “البرنامج” الساخر، سيلاحظ أن حزب “الإخوان المسلمين” ينال نصيب أكبر من غيره، وذلك طبيعي لأنه المسيطر حالياً في مصر، كما أنك تحب الحديث دائماً عن من تحبهم.. أو تكرههم! وللأسف، العدالة غير موجودة إلا في المدينة الفاضلة، في دولة خيال أفلاطون!
قارئ عزيز ومتابع دائم لم يترك مسألة “كريستيانو الأكمل المتكامل”، وطالبني باعتذار لأني اتهمت من “ناصحوني دينياً” بأنهم يتاجرون بالدين.. أنا آسف لكل من كان حقاً يناصحني حباً في الله، بشرط ألا يكون برشلونياً، فحينها قد يختلط عنده الدافع! بالطبع اعتذراي لا يعني أني كنت مخطئاً في مسألة “الكمال لله”. وأرجو ممن ينصحني مرة أخرى، خصوصاً في المسائل الدينية أن يعرف ما يتحدث عنه، فحين لا تعرف جيداً ما ستقوله لي، فأنا أيضاً لن أعرف جيداً ما سأقوله لك!
على مقال يوم الجمعة الماضي “لا يحق لمورينيو التمرد على كاسياس.. ومقال لم ينشر!“، تحدث بعضهم عن التحية النازية التي قام بها لاعب “أحمق”، وقالوا إنها حرية رأي، ولا يحق لي أو للفيفا أن يمنعه من التعبير عن رأيه! حرية الرأي شيء والتغوط على الملأ شيء آخر! فحين تقوم بحركة أو تروج لفكر يسمم عقول البشر، فهذه ليست وجهة نظر، هذا خراء في أبسط صورة! بمعنى لو خرج كبير الحركة النازية، وقال على الملأ: “النازي الملتزم عليه أن يقتل يهودياً وعربياً وغجرياً ومثلياً ومُعاقاً في سبيل تنظيف الكرة الأرضية من قذاراتها وجعل أجيال المستقبل أكثر تكاملاً”! ونفذ بعض أتباعه المخلصين والحمقى ما أوصاهم به، فهل سيكون حينها كبير الحركة شريكا في جرائم القتل أم أنه سيكون رجل بريء عبر عن رأيه فحسب؟! والكلام ينطبق على أي متطرف ينشر أفكار تساهم في قتل الآخرين سواء كان مسلماً أو فرنسياً أو يهودياً أو مجنوناً.. من الآخر كل إنسان له حرية التعبير عن رأيه على الملأ، وله حرية التغوط في الحمام!
على مقال “ماذا تفعل صورة ميسي في غرفة الريال؟!“، هاجمني كثيرون، لأنهم رأوا أني أسخر من الريال، وأكدوا أني برشلوني.. فشعرت بسعادة! ففي الفترة الأخيرة كانت أغلب الآراء تؤكد أني مدريدي! وهناك من لمح إلى أني أكره مورينيو.. وهذا من دون مزاح أغرب تعليق في تاريخ كلاشنكورة! بالطبع بعضهم أكد أن المقال تافه، ولا يوجد له أي معنى أو هدف.. وهذا صحيح! أحياناً يوصل المقال رسالة قيّمة، وأحياناً أخرى يكون خالياً من الدسم، وفي مناسبات خاصة يكون السم مدسوس في العسل! ويبقى أن أقول “فول” لنقلبها بقالة! أهم شيء بالنسبة لي “المتعة”، لي وللقراء، وإن ابتسم قارئ واحد بسبب كلاشنكورة فذلك يعني أن راتبي حلال!
لذلك وضعت سؤالاً للقراء في نهاية مقال “بين مورينيو وغالياني.. القلب يحكم!” يقول: “برأيك ما هي الفائدة من هذا المقال؟”، فهو مقال بلا رسالة رصينة! فكرة مضحكة ولطيفة ومجنونة، كتبتها، هذا كل مافي الأمر! علماً أنه يمكنني أن ألف وأدور وأطول المقال، وأضع فيه رسالة معينة، كان يمكن أن أكتب مثلاً أن الإنسان الذي يؤمن بفكرة معينة، يستطيع أن يكيف كل شيء يحدث كدليل لصالحه، مثلاً إن كان مقتنع أن غالياني يوفنتيني، سيستخدم مسألة أنه يحتفظ بلقطة “هدف مونتاري الملغي” في هاتفه كدليل، فالناس يحتفظون بذكرياتهم الجميلة.. وغالياني سعيد بهذه اللقطة التي أضاعت اللقت عن ميلان، لأنه يوفنتيني في قلبه!
أما مقال “الحماقة وابنتها.. وغوارديولا الباكستاني!” فهو مقال ذو رسالة وقيمة، وطالبني بعضهم أن تكون مقالاتي كلها بالثقل نفسه.. ولكن ذلك مستحيل، ليس لأن السخرية صعبة في مثل هذه المواضيع، فأنا أؤمن أنه يمكن أن تكون ساخراً حتى في صفحة الوفيات! بل لأن أي فنان أو كاتب أو مغني يحتاج لأن يقدم أشياء قيمتها متدنية أحياناً، ليصل إلى الناس ويتطور هو نفسه، فنحن نأكل المخللات رغم وجود الدجاج المشوي والسلطات على الطاولة!
وتحضرني عبارة جميلة من فيلم “فاست فود نيشن”، أو “أمة الغذاء السريع”، فالبطل كان يحتج بحدة على ما تقوم به شركة الأغذية من خلط أوساخ المواشي مع لحومها وشحومها لصنع السندويتشات، فأجابه بروس ويليس وهو يأكل إحدى هذه السندويتشات: “نحن جميعاً علينا أن نأكل القليل من الخراء من وقت لآخر”! حذرتكم من محتوى المقال في البداية!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.
منقول من
كلاشنكورة: اعتذار لغير البرشلونيين.. وأغرب تعليق في تاريخ كلاشنكورة!