“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
هناك نزاع مدريدي، دييغو لوبيز أم كاسياس، من يحرس مرمى الريال؟ لوبيز أثبت أنه يستحق مكاناً أساسياً، لكن هناك مشكلة، بديله هو كاسياس! أحد أفضل حراس المرمى في العالم، وهو لايزال شاباً في مقتبل العمر، يمتلك خبرة كبيرة، رياضي، لا يدخن، وسيم، ويقدر الحياة الزوجية!
لكن أنشيلوتي وجد الحل، حتى بان كي مون لم يكن ليحل هذا النزاع.. ومعه نبيل العربي! لذلك أقترح على الأمم المتحدة تعيين أنشيلوتي لديها، فالرجل أثبت أنه رجل سلام! ديبلوماسي، يقدم تنازل هنا، وآخر هناك، يستمع إلى آراء الجميع، يُرضي جميع الأطراف، يتوصل إلى حلول مبتكرة، ولابد من أنه يقدر الحياة الزوجية أيضاً!
أنشيلوتي قرر أنه سيجعل لوبيز أساسياً في الدوري، وكاسياس أساسياً في دوري الأبطال.. وهي خطوة جريئة لسبب واحد فحسب، لأنها غير منطقية! لأن دوري الأبطال بطولة كبرى، فإذا وضعت لوبيز في المرمى في بطولة الدوري لأنه الأفضل، فمن الأولى أن يشارك هو في دوري الأبطال، لأنه الأفضل أيضاً.. هذا ما رآه كثيرون، ومنهم رئيس تحرير صحيفة آس! ولا أعلم هل تغير موقف الصحافة المدريدية من كاسياس لأنه لم يعد يمدهم بالـ”حصريات”؟! أم أنهم يقولون هذا الكلام لأنهم يريدون أن يكون كاسياس هو الأساسي في الدوري أيضاً؟! رغم وجود إجماع عالمي على أن لوبيز أفضل حالياً.. حتى البرشلونيين بدأوا يرون ذلك!
رغم غرابته وعدم منطقيته، إلا أني أتفهم هذا القرار.. لماذا؟ أولاً؛ أن يكون لديك حارس ممتاز، وحارس ثاني كان ممتازاً لعقد من الزمان.. فهذا أمر لن يحدث كل يوم! ثانياً، حين يكون لديك لاعب في قيمة كاسياس من المهم، أن تجعله يعود إلى مستواه لسببين؛ من أجل التنافسية على المركز ما سيجعل لوبيز يتألق أكثر، ومن أجل المحافظة على القيمة المالية للاعب، فكاسياس المتألق في الأبطال، لن يكون سعره مثل كاسياس أسير الدكة والأحزان! ثالثاً، كاسياس لديه أنصار في الفريق وخارجه، ولن يستقر الفريق من دون منحه نصيب من كعكة المباريات المهمة.. قشر البرتقال لن يكفيه! رابعاً، كأس العالم على الأبواب، وديل بوسكي مدرب المنتخب مصر على كاسياس، وإذا لم يظهر كاسياس بمستواه في البطولة الكبرى.. فإن الإسبان قد يحملون أنشيلوتي السبب، ولا أستبعد أن يحملوه مسؤولية مطالبة إقليم كتالونيا بالانفصال!
رغم حبي لمورينيو، إلا أن كلمة الحق يجب أن تُقال، كاسياس سيعود إلى مستواه إن أتيحت له الفرصة، ولنقف مع تصريح تافاريل حارس مرمى منتخب البرازيل في ما مضى: “انتهى عصر كاسياس، بينما ما يزال نوير يتحسن أكثر فأكثر”، هذا التصريح جعلني أتعاطف مع كاسياس جداً! لم أكن لأتعاطف معه لو أن قائلها كان شمايكل أو أوليفر كان.. لكن أن يقولها تافاريل، وهو نقطة ضعف المنتخب البرازيلي، فهذه إهانة كبرى! يا رجل، كاسياس في أسوا حالاته سيكون أفضل منك يا تافاريل! بل إن أدان أفضل منك أيضاً!
أنشيلوتي رجل مسالم، يريد الاستقرار، ولا يريد صداع كاسياس الذي أصاب مورينيو.. فهذا الصداع لا يزيله البندول! ولا حتى الترامادول!
نبيل العربي: الأمين العام لـ”جامعة الدول العربية”، ولا أتحدث هنا عن الشارع الشهير في مصر!
حصريات: جمع حصري، وهي كلمة فقدت معناها، إذ تجد موقعاً يأتي بخبر من الوكالة نقله الجميع، ويكتب قبله “حصرياً”!
ترامادول: أحد أنواع المسكنات القوية، يسبب الإدمان ومشاكل كثيرة.. وهو أحد مصائب هذا الزمان، ولن أقول لكم أكثر من الذي قاله صديق أحمد حلمي في فيلم ألف مبروك: “أوعى تضرب تيمو”!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
للتواصل تابعني في فيس بوك أو تويتر.
منقول من كلاشنكورة: مشكلة لا يحلها بان كي مون.. حلها أنشيلوتي!
No comments:
Post a Comment