“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
كما اعتدنا في أغلب أيام الجمعة، هذه الحلقة مخصصة للرد على تعليقات واستفسارات القراء، وهي حلقة طويلة جداً، تأتي ختاماً لأسبوع حافل بالتعليقات الطويلة للغاية، ولا أعلم إن كان لذلك علاقة بالعودة إلى المدارس والفراغ الذي يعيشه بعض الطلاب وهم في الفصل، وبالتالي هجومهم على كلاشنكورة لتمضية الوقت!
بعض القراء، لاحظوا أني أملك مخزون مصري كبير، وتسائلوا عن السبب.. المسألة بسيطة، لقد تأثرت ومن في جيلي بالفن المصري كثيراً، المسلسلات والأفلام والمسرحيات والأغاني.. لم تكن الدنيا كما هي الآن، كان الوضع مختلفاً، وأعتقد أني شاهدت مسرحية “مدرسة المشاغبين” مئات المرات!
وكذلك أفلام مثل “النمر والأنثى” و”كركون في الشارع” وغيرها، لأننا كنا نملكها في البيت ونشاهدها في “الفيديو الصغير”! كانت القتوات محلية ومعدودة، وبرامجها معروفة، وطوال اليوم تعرض أعمال فنية مصرية، باستثناء مساء الخميس، فهو وقت الفيلم الهندي! كما أن هناك ساعة يومية من أجل المسلسل المكسيكي “مهما كان الثمن”! ذهب زمن أليخاندرو ألداما.. إنه زمن السلطان سليمان!
مقال “برشلونة.. عدم احترام للعالم!” سبب ضجة كبيرة وغير مفهومة، هناك من قال إن زيدان نفسه قال: “بيل لا يستحق هذا المبلغ!”. أولاً، زيدان يتحدث بصفته لاعب ومدرب كرة قدم، وليس بصفته بيل غيتس! ثانيا، زيدان قال إنه لا يوجد لاعب يستحق هذا المبلغ، بل وحتى المبلغ الذي دفع فيه هو حين انتقل من اليوفي إلى الريال! ثالثاً، أتحدى أن يثبت شخص عاقل أو مجنون أنني ذكرت كلمة “يستحق” في مقالي عن مارتينو وبيل! لم أكتب المقال لأقول رأيي في قيمة صفقة بيل أساساً، ولا أعرف حقاً، كيف فهم بعضهم أني أقول إن بيل يستحق المبلغ! لو كان هذا رأيي لقلته دون خوف، فلا أحد يستطيع أن يقاضيني أو يتهمني بالتهرب الضريبي لذلك!
أما رأيي في سعر بيل، وهذا جواب لسؤال طرحه أحد الذين فهموا المقال، فهو التالي: كرة القدم يا إخوان صناعة، مثلها مثل السينما.. في السينما المبدع جيمس كاميرون يصرف 273 مليون دولار لصنع فيلم “آفاتار”، ويحقق ثلاثة أضعاف أرباح خلال شهور، بينما فيلم آخر هو “سيلفر لاينيغ بلاي بوك” ميزانيته 21 مليون دولار فقط، وخلال شهور حقق أكثر من خمسة أضعاف أرباح.. الفيلمان حققا أرباحاً طائلة للشركات المنتجة! ورغم أني أحببت الفيلم الثاني أكثر من “آفاتار”، إلا أنه لا يصح أن أقول إن جيمس كاميرون أحمق لأنه يدفع أرقاماً فلكية على أفلامه، والدليل أن أفلامه تتحدث عن نفسها: “ذا ترمنيتر” و”تايتنك” ومن ثم “آفاتار”!
في كرة القدم تصح النظرية نفسها، لكن الريال ليس جيمس كاميرون للأسف! يكفي أنه اشترى كاكا وجعله “يخلل” على الدكة! ولا أعرف إن حقق من ورائه أرباحاً أو حتى استعاد ما دفعه فيه وله! لكنه في المقابل اشترى كريستيانو بسعر قياسي، وواضح أنه استرد كل فلس وسنت، وفوقهم “بوسة وتصفيقة”! أما رأيي في صفقة بيل وبصراحة: أنا من محبي الأفلام منخفضة التكاليف! ولا أعرف إن كان الريال سيحقق أرباح من وراء جاريث بيل، فاللاعب يبدو واعداً مادياً، لكن الأمر يعتمد على ما سيفعله هو في الملعب، وعلى زملائه إن كانوا سيخدمون عليه، كما يخدمون على كريستيانو.. أي هل سيساعدونه ليظهر أم أنهم لن يعيروه اهتماماً! وهناك أيضاً ما ستفعله الإدارة في الخارج.. لذلك، رأيي هو: المسألة “بيزنس”، لننتظر ونرى، هل سيكون بيل منجم جديد، أم مجرد مقلب جديد!
على المقال نفسه، هناك من رأى أنه ليس من حقي أن أحكم في قضية تهرب ميسي من الضرائب! يا أخي، أنا لم أحكم، فأنا لست “المحكمة” ولست “مدرسة الحب” أيضاً! وما تقوله دليل على جهلك التام بكلاشنكورة! لأني كتبت أدافع عن ميسي في هذه القضية بالذات منذ أيامها الأولى، وقلت الكلام نفسه الذي ذكره والد ميسي منذ أيام في خطابه للنيابة، والذي برأ فيه ابنه من التهمة، لأنه لا يدير أمواله بنفسه.. ورماها في رأس رجل آخر! هذا المقال، كتبته من أجل عبارة واحدة وهي “عدم احترام للعالم الذي نعيش فيه”، وبينت فيه أن مفهوم الاحترام يختلف من شخص لآخر، فهناك من يرى أن دفع 100 مليون عدم احترام، وهناك من يرى أن دفع 5 ملايين عدم احترام، مثل عم نادال! وحين ذكرت الشرط الجزائي لميسي، فهذا لا يعني أنني ضده، بل لأني أبين لتاتا ومن يؤيده أن المسألة ليست مسألة احترام! فأدخلني بعضهم في راتب مورينيو! ما دخل أم مورينيو في الموضوع؟!
أغبى شيء حدث، أن هناك من سألني كيف تقارن ميسي بجاريث بيل! أين قرأت هذا؟! أنا أتحدث عن أرقام وأموال، تاتا يقول إن دفع 100 مليون في لاعب كرة، فيه “عدم احترام للعالم الذي نعيش فيه”! فهل وضع 250 مليون يورو كشرط جزائي للحفاظ على لاعب، فيه احترام للعالم الذي نغيش فيه؟! ثم هناك من نبهني إلى أن قيمة اللاعب تختلف عن الشرط الجزائي.. يا أخي شكرا على الإضافة العظيمة، لقد غيرت حياتي! وهناك من قال إن كريستيانو شرطه الجزائي مليار يورو.. شكراً على المعلومة يا سيدي! لكن لماذا تعطيني إياها بالمجان؟! ما شأني أنا بكريستيانو، فليذهب إلى “الجيم”! أنا لا أتحدث عنه هنا، أنا أرد على مدرب برشلونة، يجب أن آتي له بشيء من برشلونة، لأني لو جئت له بشيء من الريال، فهذا يعني أني أدعم وجهة نظره، ولا يفعل ذلك إلا أحمق! ثم يا أخي العزيز تاتا هو من يقف ضد هذه الأرقام لأنها لا تحترم العالم، وليس أنا! ومعه أيضاً عم نادال، الذي يكسب ابن أخوه ملايين اليوروهات! أنا مع أن يكون الشرط الجزائي في عقد ميسي تريليون! وأن يبيعه النادي بسبعين شمبرليون!
على مقال “فينغر حلم بفتاة.. فجاء أوززيل حباَ!”، هناك من أكد أنه معجب بكتاباتي، لكنه وضعني في خانة واحدة مع خلدون موسى، لأني أنا وخلدون نكره الريال ونحب برشلونة! يا أخي هناك تعليقات على الموقع ورسائل على فيس بوك وتويتر تطالبني بالرد على خلدون موسى! تعتقد لماذا يطالبوني بذلك.. هل لأني برشلوني؟! هل رأيت يا من تتهمني بأني مدريدي.. هناك من يرى أني برشلوني، كيف تفسر هذه الظاهرة؟! على المقال نفسه أبدى أحدهم سعادته لأنني لم أتحدث عن ميسي وأكد أن ميسي “حارق رأسي” وأني لا أعرف أن أكتب عن غيره! يعني حين أكتب عنه تنتقدني، وحين لا أكتب عنه تنتقدني أيضاً، ماذا أفعل الآن.. هل أرتدي بدلة مرقطة وألطم في الشارع؟!
على مقال “الإيطالي الوطني.. هيجوايين لم يمت!”، قال أحد القراء إنه سيضرب عن قراءة كلاشنكورة لمدة يومين إن لم أعلن عن اسم فريقي المفضل! لا مانع لدي أن تضرب عن قراءة كلاشنكورة يومي السبت والأحد! كما أعتقد أن ميولي واضحة، ومن يتابعني جيداً، يجب أن يعرف بشكل تقريبي الفريق الذي أشجعه! لا داعي للإضراب، لنتفاوض، ما رأيك أن أخبرك بثلاثة فرق لا أشجعها بكل صدق؟ حسناً هي: “برشونة، الريال، الوصل الإماراتي”! فهل عرفت من أشجع.. أعتقد أن المسألة واضحة! يا أخي، كيف أعلن عن فريقي المفضل، سيطالبوني بانتقاده على كل مقال، وحين سأنتقده وأسخر منه، سيقولون: “لا، أنت لا تفعل ذلك بضمير”! علماً أني انتقدت وسخرت من فريقي المفضل، كما فعلت مع أي فريق آخر.. ربما أعلن عن ذلك، في الحلقة الأخيرة من كلاشنكورة!
على مقال “حتى أنت يا أدان تطعن في مورينيو.. ومأساة كاسياس!” قال أحدهم إن كاسياس سيرد علي في الملعب! يرد علي أنا لماذا، فليرد على أنشيلوتي ومورينيو، ونصف جماهير الريال! ما دخلي أنا بالموضوع، بل على العكس، أنا كنت حارس مرمى في طفولتي، وأتمنى أن يتألق كل حراس المرمى في العالم، بمن فيهم كاسياس، خاصة أن ساره “على وش” ولادة! كما أن تألق “حبيبها” قد يضمن لها ترقية وظيفية! وأنا بطبعي أحب الخير لكل الناس في “العالم الذي نعيش فيه”!
معاني الكلمات:
الجيم: لم أنس حرف في هذه الكلمة، و”الجيم” مكان لممارسة الرياضة، لذلك من الطبيعي أن يذهب إليه كريستيانو!
الفيديو الصغير: جهاز توصله بالتلفزيون، وتضع فيه شريط، وتشاهد المحتوى.. لكن يجب أن يكون لديك “شريط تنظيف” لتستخدمه متى تشوشت الصورة! جاء بعد ذلك الفيديو الكبير، ومن ثم السي دي، والدي في دي.. والآن يكفي الآيباد!
المحكمة.. مدرسة الحب: من أغاني الفنان كاظم الساهر الذي تعبنا وكبرنا وتساقط شعرنا.. ونحن نننتظر منه “ملحمة جلجامش”!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
للتواصل تابعني في فيس بوك أو تويتر.
منقول من كلاشنكورة: حديث مارتينو وراتب مورينيو.. وصفقة بيل و”آفاتار”!
No comments:
Post a Comment