“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
أحياناً أشفق على كريستيانو رونالدو! فما يعانيه هذا الرجل، ليس بالأمر الهين.. تخيل أنك تحضر اجتماع شهري لاختيار “موظف الشهر” لسنوات طويلة، وفي كل مرة تكون أنت أحد المرشحين بقوة.. لكن كل ما تناله من هذا المولد الشهري، سندويتش بيض أو كرواسون!
كريستيانو رفض السفر إلى مونت كارلو لحضور حفل الاتحاد الأوروبي لاختيار أفضل لاعب في أوروبا، وفاز بالجائزة ريبيري.. إذاً لو كان كريستيانو قد ذهب، لاكتفى بما أصبح خبيراً فيه؛ التصفيق! الرجل صفق وصفق كما لم يصفق المصفقون في جلسات “وناسة”! والتصفيق لريبيري لا يختلف كثيراً عن التصفيق لميسي، إنه أمر محبط جداً، تخيل أن تسافر ساعات سنوياً، لتصفق وتعود أدراجك وأنت تشعر بالخذلان، هذا أمر لا يحتمله حتى سوبرمان! لكن لنرى الجانب الإيجابي في المسألة؛ التصفيق للآخرين يجعل الإنسان أكثر تواضعاً مع الزمن! كما أنه مفيد للعضلات!
من حق كريستيانو أن يرفض الذهاب إلى هذه المناسبات، صحيح أنه تحجج هذه المرة بأنه يريد المشاركة مع زملائه في مباراة ودية من أجل الجمهور الذي دفع المال ليشاهده، لكن لو كان الاتحاد قد أخبره قبلها أنه هو الفائز، لكان ذهب، وليذهب الجمهور وماله إلى الجحيم! الاتحاد بدوره يجد نفسه في موقف محرج لهذا السبب، تخيل موقف أهل العريس والعروسة، في حفل زفاف لا تحضره العروسة! إنه أمر صعب على الطرفين، لكنه أصعب على كريستيانو في رأيي.. فمهما كان الإنسان قوياً، لا يمكنه تحمل هذا الكم الهائل من خيبات الأمل.. ومن ثم يسألون لماذا يحصل على 18 مليون يورو سنوياً!
هل تستطيع أنت أن تحتمل الذهاب إلى المحافل الدولية سنوياً، لتقف أمام عدسات المصورين، الجميع يراقب تعابير وجهك، وينتظر أن يرى الألم المصحوب بابتسامة “بان آم” المصطنعة على وجهك! وفعلا هذا ما يحدث وتشعر بالألم، وفوق هذا، تكون مطالباً بأن تصفق! أعتقد أن كثيرون سيقولون: “إذا كان المقابل 18 مليون يورو سنوياً، فأنا موافق أن تحدث لي هذه المأساء يومياً”! هؤلاء لا أتفق معهم، فبالنسبة لي أنا مستعد لعيش هذه المأساة مقابل 100 ألف يورو فقط! والرقم قابل للتفاوض!
عموماً، كريستيانو المسكين قال عنه كالديرون رئيس الريال السابق قبل أيام: “كريستيانو لن يكون سعيدا، والتجديد معه سيكون مشكلة بسبب الأموال التي ستنفق على بيل”! ارحموا الرجل رجاءً! ماذا تريدون منه؟! ألا يكفي أن بيريز نفسه قال حين سألوه عن إمكانية التعاقد مع ميسي: “إذا كان متاحا، سنتعاقد معه بالطبع”! تخيل ما هو شعور كريستيانو؟! لو وجه السؤال لروسيل البرشلوني، ولكن بالعكس لقال: “لماذا نتعاقد مع كريستيانو، ونحن نملك ميسي، الأفضل والأكثر مهارة وأناقة”!
وعلى ذكر الأناقة، لا يمكن أن ننهي مقال عن كريستيانو دون الحديث عن النظارة التي ظهر بها مؤخراً في مؤتمر تجديد عقده، ولا أعلم لماذا بالضبط، خطر ببالي هاري بوتر حين رأيته! دخلت بعدها أبحث عن سبب وضعه للنظارة.. فوجدت من شبهه بسوبرمان حين يكون رجلا عادياً!
وقيل إن رونالدو يروج لهذه النظارة.. في هذه الحالة، قد نرى كريستيانو قريبا جداً، وهو يحضر إلى المؤتمر بملابسه الداخلية فقط! فالدون قرر إنتاج ملابس داخلية تحمل اسمه! الخبر المحزن للخليجيين أنه لن يكون هناك “وزار وفانيلة” باسم كريستيانو!
المهم أن كريستيانو جدد عقده، ويبدو أنه انتقم لنفسه جيداً، 18 مليون يور سنوياً خالية من الضرائب! أتمنى أن أرى وجه ميسي وهو يسمع هذه العبارة لأول مرة: “18 مليون يورو خالية من الضرائب”، لابد أنه شعر بإحباط.. كلمة “ضرائب” مؤلمة أحياناً!
معاني الكلمات:
جلسات وناسة: حفلات موسيقية خليجية، تعتمد على الإيقاعيين والمصفقين كثيرا.. والجنود المجهولون فيها هم الأشخاص الذين يقومون برقصات غريبة، ولا أعرف ما هي تسميتهم، لكني أعرف أني لا أريد أن أكون مكانهم!
ابتسامة بان آم: هي ابتسامة مصطنعة، والمسمى قادم من ابتسامة المضيفات في طيران “بان آمريكان”. وعكسها ابتسامة “دوشين” النابعة من القلب والتي تعبر عن السعادة حقاً.. الابتسامة المزيفة يطلق عليها أيضاً “ابتسامة البوتكس”، لكني لم أستخدم هذا المصطلح، احتراماً لمشاعر عشاق كريستيانو! وكي لا يفسر خصومه الأمر بشكل سيء!
وزار وفانيلة: هي الملابس الداخلية “الرسمية” للرجل الخليجي! الفانيلة هي القميص الداخلي، والوزار أو الإزار، هو قطعة القماش التي تغطي الجزء الأسفل من البدن.. ويُستخدم في الحالات الطارئة كمنديل!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
للتواصل تابعني في فيس بوك أو تويتر.
منقول من كلاشنكورة: ارحموا كريستيانو من ابتسامة البوتكس!
No comments:
Post a Comment