حقق كرستيانو رونالدو إنجازاً مهماً بحصده كرته الذهبية الثانية، اللاعب البرتغالي في صفوف ريال مدريد صعد وذرف دموع الفرح، ولأن الفوز بالكرة الذهبية أمر خاص جداً، فإنني أكتب عنه بطريقة تأملات رياضية التي لا أستخدمها إلا للأمور الخاصة.
- فوز أي فرد بجائزة دائماً ما يثير الجدل، حتى جائزة نوبل للكيمياء والفيزياء والاقتصاد هناك من ينتقد نتائجها من المطلعين والعلماء والخبراء، فما بالك بجائزة تقديرية لا معايير فيها ؟؟ ..أنا مثلاً أرشح ريبيري للجائزة لكن بنفس الوقت أرى رونالدو يستحق الفوز بالجائزة ولكن من منظور أخر، إلا أن المشكلة لا بد من شخص واحد فقط يستلمها في النهاية.
- فوز رونالدو محرج لجماهير الفريقين ريال مدريد وبرشلونة، فجماهير الملكي باتت مضطرة لقبول فوز ليونيل ميسي بجائزة 2012 و2010، أما جماهير برشلونة فلو كانت حجتها في 2010 بطولة الدوري فإن هناك من حقق ثلاثية وهناك من حقق بطولة العالم في ذلك الموسم ورونالدو حقق دوري 2012، أما لو أن الحجة عدد الأهداف القياسية في الموسم الأخير سيجاب عليهم بقولهم “وماذا حقق رونالدو بأهدافه الـ 69 هذا العام؟”.
ليونيل ميسي في الحفل الأخيرة للكرة الذهبية
- دموع رونالدو مؤثرة مهما كان موقفك منه، فهو ليس ولم يكن يوماً لاعبي المفضل لكنني تأثرت بدموع الإنجاز، الدموع التي سيطرت عليه ووالدته وصديقته ليست تمثيلية كما يحب البعض إقناع نفسه، لكن هناك تعب كبير حصد نتيجته في النهاية، ولا يعرف قيمة التعب والإنجاز من بعده .. إلا من تعب في الماضي وأنجز، وهؤلاء هم الأكثر تأثراً بما فعله رونالدو لأنهم أدركوا نبض قلبه.
- طالبني كثيرون بالالتفات إلى إهدار كرستيانو رونالدو عدة فرص في المباراة الأخيرة ضد اسبانيول، لكنني عذرته فعلاً وأخبرت من سألني مباشرة “اعذر الرجل.. إنه يجري ويتعب 4 سنوات واقترب من حصد حلمه، لذلك ضياع تركيزه أمر طبيعي في هذه اللحظات”، فأجمل لحظات الرحلة نحو الحلم هي لحظة قطفه.
- بالنسبة لفرانك ريبيري فهو بطل الكرة الذهبية حسب تصويت الإعلاميين كما أظهر موقع سوبر في تحليل خاص لأنهم أكثر متابعة للكرة من غيرهم ويدركون أن الأهم في النهاية هو الفوز باللقب وهذا معيارهم الأهم لذلك فاز ريبيري بجائزة افضل لاعب في أوروبا 2013، أما المدربون وقادة الفرق فهم من دمروا أحلام الفرنسي، سأخبركم قصة متأكد منها عن قائد منتخب عربي، اتصل به اتحاد الكرة المحلي وقال له “لمن تصوت؟”.. قال لهم “رونالدو ثم ميسي”، فقالوا له “سنضع ميسي ثم رونالدو”، لأن المدرب وضع “رونالدو ثم ميسي!”؛ ما شاء الله على الحرص على عدم الانحياز… كما أنني قابلت عدة لاعبين دوليين عرب لا يشاهدون مباريات أصلا وأقسم بالله على ذلك، وأحدهم تفاجأ قبل أسبوع بأن سامي خضيرة لا يلعب مع ريال مدريد واكتشف اللاعب المشجع لريال مدريد بأنه مصاب في الرباط الصليبي، ما أريد إيصاله هنا أن اللاعب ليس بالضرورة متابعا.
لاعب بايرن ميونيخ فرانك ريبيري (Getty Images)
- ستبقى تحية بلاتر الساخرة من كرستيانو رونالدو مؤثرة للغاية في حسابات الإعلام والجماهير، منهم من سيراها مؤثرة في التصويت ومنهم من سيراها غير مؤثرة، في الحقيقة وبما أن كل الأصوات معلنة فإن بلاتر لم يتدخل بشكل مباشر وتذكير لمن يؤكدون تدخله فإنه بالتالي تدخل بكل الجوائز السابقة شاملاً ذلك جوائز زيدان وميسي والظاهرة رونالدو أيضاً، لكن يجب التأكيد على أن القضية خلقت ضجة إعلامية ركزت الأضواء بسببها على البرتغالي وخطفتها من خصمه الذي يلعب فرانك ريبيري الذي يكاد لم يذكر في الصحف أخر شهرين.
- في عام 2003 عندما فاز نيدفيد بجائزة أفضل لاعب في العالم حسب فرانس فوتبول التي تعتبر امتداداً للكرة الذهبية وخسر جائزة الفيفا التي فاز بها زيدان قال “كي تحصل على جائزة الفيفا عليك أن تلعب في الدوري الإسباني”، وفي ذلك الموسم حرم نيدفيد من أن يكون ضمن أفضل 3 لاعبين في الفيفا، وكلامه للعلم صحيح فلو راجعت قائمة الفائزين بجوائز الفيفا لوجدت معظمهم منذ عام 1991 يلعبون آنذاك بالدوري الاسباني باستثناء حالات نادرة مثل تفوق فان باستين المطلق عام 1992 وقيادة لوثر ماثيوس لأحد أقوى المنتخبات في تاريخ كرة القدم وكذلك النجوم بكأس العالم.
كلام نيدفيد السابق ليس اتهاماً بمحاباة الفيفا لمن يلعب هناك لكنه كلام واقعي، فالدوري الإنجليزي صحيح الأقوى في العالم حالياً لكن كان دوماً ريال مدريد وبرشلونة الأكثر جذباً للانتباه الإعلامي مهما كانت قوتهما، فأذكر نفسي عندما كنت طفلاً كان الدوري الإيطالي الأكثر قوة في العالم العربي لكن كنا نشاهد الكلاسيكو وعرفت بأن هناك لاعباً اسمه هوجو سانشيز يسجل أهدافاً جميلة بقدر معرفتي بأن فان باستن ينافس ماثيوس في ايطاليا، علماً أن الاسبان في تلك الفترة لم يكونوا أقوياء كما هو الحال الآن.
- أعجبني تفسير زميلي محمد عبد العظيم عن قول علم النفس في مسألة بكاء رونالدو التي أعتقد أنها أول مرة تحصل في حفل الكرة الذهبية، الكلام أعجبني واثر بي وفيه “الرجل دائما يبكي عندما يشعر بقهر، أو في محاولة لإخراج مشاعر تعبر عن ضغط كبير كان يتعرض له، والضغط هنا في حالة كريستيانو رونالدو ليس ظلماً وقع عليه، ولكنه ضغط مجهود كبير عاشه هذا الرياضي البطل منذ فترة طويلة”.
للمزيد من مواضيع الكاتب .. اضغط هنا
تابع الكاتب على تويتر:
تابع الكاتب على الفيسبوك:
ظهرت المقالة تأملات في فوز رونالدو بالكرة الذهبية على Super.ae
منقول من تأملات في فوز رونالدو بالكرة الذهبية
No comments:
Post a Comment