محمد الشويمي – سقط ريال مدريد الإسباني بصورة لم يتوقعها أحد حتى أكثر المتشائمين في المعسكر الأبيض بأربعة أهداف مقابل هدف يتيم على ملعب سيجنال إيدونا بارك على يد بوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال.
حامل لقب البوندسليجا الموسم الماضي تمكن من تأكيد تفوقه – في دوري المجموعات – على الفريق العاصمي لعباً ونتيجة، بل وحرمه الحكم من هدف خامس “شرعي” بداعي التسلل، جاء عن طريق الشاب الرائع “ماركو رويس”.
كيف يعود ريال مدريد؟ .. السؤال الذي يشغل بال كل عاشق ومحب للميرينجي الذي كان يُمني النفس بالظفر بالعاشرة هذا الموسم خصوصاً بعد ضياع الليجا لمصلحة الغريم التقليدي، برشلونة، ولكن اصطدمت آماله بمدرب ممتاز ولاعبين يمتازون بقدرات بدنية وفنية عالية جداً.
إذا أراد العودة على ملعبه وبين أنصاره، فأعتقد أن اللوس بلانكوس في حاجة ماسة إلى ما يلي:
1- التحضير الذهني لتلك الموقعة الحاسمة على ملعب سانتياجو برنابيو ويتمثل في نسيان النتائج السلبية للفريق أمام الفريق الأصفر هذا الموسم، والتركيز فقط على تحقيق نتيجة إيجابية يوم الثلاثاء.
2- التحضير البدني لمواجهة اللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها الألمان. حسناً فعل مورينيو بإراحة عدد من عناصر فريقه الأساسية في ديربي مدريد مثل راموس وكوينتراو، ولكنه في المقابل أبقى على لاعب مهم جداً على أرض الملعب طيلة الـ 90 دقيقة هو التونسي الألماني “سامي خضيرة”.
3- التحفيز النفسي للاعبين وهي أهم خطوة يجب أن يقوم بها مورينيو قبل بداية المباراة. ريال مدريد يحتاج لـ 11 مقاتلاً على أرض الملعب، فمهمة الفوز 3-0 على فريق في مستوى بوروسيا دورتموند صعبة .. وصعبة جداً. ولكن في المقابل، يتعين على راموس وزملائه تفادي الحماس الزائد الذي قد يكلفهم البطاقات المُلونة وفقدان التركيز ،و”استثمار” الضغوط الجماهيرية في صورة “روح قتالية” من أجل تحقيق الهدف المنشود.
4- التحضير التكتيكي والفني للفريق. مشكلتان تكتيكيتان واجهتا الريال في موقعة الذهاب هما: غياب الضغط الناجع في وسط الملعب والنسق البطئ في الحالة الهجومية. عناصر دورتموند فعلوا ما يحلو لهم في مناطق الميرينجي نتيجة غياب الضغط الناجع، وكان يورجن كلوب ذكياً جداً في الاعتماد على “ماركو رويس” كجناح أيسر مزيف، وكصانع ألعاب ثانٍ إلى جوار “جويتسه” في قلب الملعب، ومع الاعتماد على “ليفاندوفسكي” كمحطة هجومية وما ترتب عليه من نزوله كثيراً إلى الخلف، صار ثلاثي الهجوم “المتناغم” لدورتموند قريباً من بعضه البعض، وبالتالي صارت الأمور أسهل في اختراق الدفاعات المدريدية.
المطلوب من رفاق خضيرة في تلك المقابلة هو الضغط الدائم والناجع لاستخلاص الكرات سريعاً من زملاء جوندوجان وشن المرتدات التي يمتاز بها الفريق الملكي. ويتعين على إيسيان “الظهير الأيمن” الدخول إلى العمق لمعاونة خضيرة وألونسو في أم المعارك، خصوصاً بعد توضيح نقطة لعب رويس في العمق وليس على الرواق الأيسر.
قبل الحديث عن حل المشكلة التكتيكية الثانية، سنتحدث حول التحضير الفني ويتمثل في الدفاع جيداً ضد الكرات العرضية وهي ما تسببت في قبول الشباك البيضاء للعديد والعديد من الأهداف على مدار هذا الموسم، ومنها الهدفان الأول والثالث لليفاندوفسكي في لقاء سيجنال إيدونا بارك، ومن هنا تأتي ضرورة احتواء صاحب الرباعية “ليفاندوفسكي” من جانب راموس وفاران.
أما فيما يتعلق بالمشكلة التكتيكية الثانية، فإن رفاق كريستيانو مُطالبون بتناقل الكرات بسرعة في الحالة الهجومية لخلق عناصر المباغتة وإرباك دفاعات المنافس.
- وقفه
صب أغلب أنصار ريال مدريد جام غضبهم عليّ بعد كتابتي لمقال: “دورتموند سيُطيح بريال مدريد لعشرة أسباب” وذلك بسبب الموجة الإعلامية التي كانت كلها في مصلحة ريال مدريد وتفوقه وانتصاره
الذي سيكون كاسحاً على الفريق الألماني، فقط لأنه فريق بتاريخ ريال مدريد، الذي يملك مدرباً بحجم مورينيو ولاعبين بقدرات كريستيانو رونالدو، ولكن الجميع تناسى أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ أو الأسماء أو القدرات .. فقط بالجهد المبذول والعمل التكتيكي السليم طوال 90 دقيقة .. أرجو أن تكون مباراة 4-1 درساً لكل المحللين الذين يبخسون حق الفرق المجتهدة والتي تحاول صناعة التاريخ من أجل تمجيد الفرق صاحبة الأسماء الرنانة وإرضاء الجمهور الكبير لهذا الفريق.
منقول من تحليل: كيف يعود ريال مدريد أمام دورتموند ؟؟
No comments:
Post a Comment