Friday, April 26, 2013

رباعيات الألمان .. وخيبة الإسبان !!

نورالدين المشاي – كم هي قاسية كرة القدم عندما تدير لك ظهرها وتعطيك بوجهها الآخر .. المؤلم ،، المفزع ،، القاتم !!


مباراتي الريال × بوروسيا و البايرن × البرشا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ، قيل وكتب عنهما الكثير ومازلت أنا و آخرين سنتحدث ونكتب مراتٍ عدة ، ولعمري لسنواتٍ قادمة عن هذين المباراتين ، فالرباعيتان “وهنا أقصد الخسارتان” لا يمكن نسيانهما بسهولة ووقعهما سيظل يؤرق المدريديين والكتلان ردحاً من الزمن ، وسيقِضّان مضاجع الملوك والكتلان في كل زمانٍ ومكان حتى أثناء النوم .. كلما ترآى لهم في الأحلام كابوس رباعيتي الثلاثاء والأربعاء الأسودان في تاريخ الكرة الإسبانية على الإطلاق.


لا عزاء للكتلان والمدريدييين فكلاهما تجرع من نفس الكأس وكلاهما ضاق طعم الخسارة القاسية والمذلة التي لم يذوقوا مثيلها يوماً ، وهم الذين لم يعرفوا قط ! .. المعنى الحقيقي للخسارة القاسية و المذلة ، لا يعرفون أو بالأحرى لا يستمتعون سوى بتعذيب نجميهما الليو والدون لمشجعي فرق الخصوم ، يحدث هذا فقط في وقتٍ كانوا فيه أسياداً لأسبانيا وأوروبا والعالم أجمع ، أما الآن فهم أسياداً لإسبانيا فقط !! ومازالوا كذلك يسحقون خيتافي وسيلتا فيغو وحتى فرق النخبة فالنسيا وأشبيلية وأتليتكو مدريد في عز قوتها وعنفوانها ، حتى ظنوا بأن لا أحدَ يمكنه إيقاف هذا السيل الماتادوري المزدوج “المزبد والمرعب” .. القادم من العاصمة “مجريط” واقليم كتالونيا ، وللتوضيح فكلمة مدريد أصلها عربي وهي تعني “مجريط” وتتكون من كلمتين مدمجتين وهما : مجرى” و”يط ، الأولى أصلها عربي والمقصود بها “المجرى” والثانية لاتينية وتعني “الكثرة”، ولعل هذا التمازج ما بين اللغتين العربية والأندلسية هو سر جنون العرب بالريال والبرشا لدرجةٍ قد تصل لحد الحروب الكلامية بالقذف والسب ، وموقع أبو ظبي الرياضي خير شاهد على ذلك وسيظل كذلك دائماً وأبداً الساحة الأمثل لمثل هذه الصراعات الكروية ، وبالعودة لكلمة مجريط فهي تعني المدينة التي تكثر فيها مجاري المياه.


هذا السيل الذي تجاوز في أيامِ قد خلت خطوط الإقليم وشوارع وأحياء العاصمة ، بل أنه تعدى الحدود والمحيطات ليجرف كل فرق القارة العجوز وبقية فرق القارات المجاورة ، هل آن الآوان ليفقد شيءً من قوته ؟ فهو كلما توغل في الأراضي القاحلة والصحاري والغابات وما بين أزقة وشوارع مدن وقرى أيطاليا وانجلترا وفرنسا ودول إسكندنافيا أزداد ضعفاً .. تاركاً هذه الأماكن أكثر صلابة ، هذا السيل الذي توقف جزئياً وبشكلٍ مؤقت بعد إصطدامه بالماكينات الألمانية !! هل بإمكانه العودة لنقطة الصفر والإندفاع مجدداً نحو هذه الماكينات التي تتحين الفرصة لتجفف منابعه بحرارتها الحارقة عندما يلتقي الإسبان والألمان إياباً في كتالونيا ومجريط ، وحتى ذاك الحين .. هل سنرى رباعية جديدة من رباعيات العرب الذين تغنوا بالأندلس الضائعة كثيراً .. رباعية تتغنى بالكرة الألمانية وتسخر من نظيرتها الإسبانية ، ونطلق عليها : رباعيات الألمان وخيبة الأسبان !! .. أم أن للأندلسيون رأياً آخر ؟؟.











منقول من رباعيات الألمان .. وخيبة الإسبان !!

No comments:

Post a Comment