Wednesday, April 24, 2013

بعد مجزرتي البارسا والريال… بانتظار تشفير الدوري الالماني!

ما حدث في الليلتين الماضيتين، ليس خسارتين كبيرتين للعملاقين برشلونة وريال مدريد فحسب، بل انقلاب على سلطة الكرة الاوروبية، ليعلن بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند عن سطوتهما بقوة جبارة لم يعهدها العملاقان الاسبانيان.

ربما من المبكر الحديث عن انتقال القوة والجذب الكروي والسحر من مدريد وكتالونيا الى ميونيخ ودورتموند، بل حتى من المبكر الحديث عن تأهل مضمون الى المباراة النهائية، رغم أن المنطق ومعطيات الرباعيتين تؤكدان الحسم، لكن فكرة سيطرة الكرة الالمانية على الكرة الاوروبية أيضاً واردة ومنطقية وربما لأسباب غير كروية.

لا شك ان العامل الاقتصادي لعب دوراً محورياً في تطور اللعبة والاندية في المانيا، فالاقتصاد الالماني هو الاقوى في اوروبا والعالم، وربما من القلائل الذي خرج قوياً بعد ازمات السنوات الخمس التي شلت حركة العالم، وهو عكس ما حدث في اسبانيا وايطاليا وبالتأكيد في اليونان وقبرص وايسلندا والبرتغال، التي عانت بشدة وما زالت، فتدريجياً أصبح للدوري الالماني رونق، بل أصبحت الاندية الالمانية قادرة على الاحتفاظ بنجومها سنوات أطول مقارنة بالسنوات الماضية عندما كان الهدف الأسمى للنجم الكروي اللعب في البطولات الاسبانية او الايطالية او الانكليزية، وبالتأكيد عدا عن حنكة الاتحاد الالماني في التعامل مع رغبات الجماهير من ابقاء أسعار بطاقات حضور المباريات بمتناول الجميع، ووضع سقوف مالية محددة لكل الفرق مرتبطة بمداخيلها لضمان عدم وقوعها في ديون مهلكة، اضافة أيضاً الى بروز جيل هائل من المواهب، يعكس طفرة حقيقية لا يماثله في هذا البروز سوى المواهب الاسبانية.

نقطة مهمة أخرى ربما تعكس التفوق البدني الواضح للاعبي البايرن ودورتموند هو فترة الراحة الشتوية، فهو الدوري الوحيد الذي يتوقف لأكثر من شهر في نهاية كل سنة، فتجد الفرق ولاعبيها يعودون أقوياء ونشيطين، مقارنة مع نجوم الدوري الاسباني او الانكليزي المتهالكين، وكأن نجوم البارسا والريال أنهكوا بعضهم بعضا بصراعات دامية واستنزفوا كل طاقاتهم حتى اصطدموا في الامتار الاخيرة مع فريقين اكثر حيوية ونشاطاً وشهية.

لا شك ان الدوري الالماني سيكتسب المزيد من الشعبية في الشهور المقبلة، وربما يستغرب كثيرون سبب عدم الاهتمام بمبارياته، وربما لو يصبح غداً مشفراً سنجد من يشترك ويدفع ليشاهد روعة صراعاته، رغم ان الدلائل تشير الى سيطرة مطلقة للبايرن للسنوات المقبلة، ليس بسبب قدوم بيب غوارديولا فحسب، بل لسياسة البايرن في التفنن في اضعاف منافسيه، باعلانه عن ضم صانع العاب غريمه دورتموند ماريو غوتزه الموسم المقبل، وبعدها أيضاً أعلن عن اتمام صفقة ضم المهاجم صاحب الرباعية روبرت ليفاندوفسكي، فماذا تبقى لبوروسيا؟

عزاء جوزيه مورينيو ربما انه يعلم انه لم يكسب أياً من مبارياته الخمس السابقة التي لعبها في المانيا، مثلما يعلم ان بوروسيا دورتموند الفريق الوحيد في نسخة هذا الموسم الذي لم يخسر اي مباراة في المسابقة.

وفي حين سيبقى مشجعو البارسا والريال يؤمنون بفرصة قلب النتيجتين الكبيرتين في مباراتي الاياب، سأبقى “أحوش” ما يكفي للأشتراك في حضور مباريات البوندزليغا المشفرة التي من المؤكد تريد منافسة نظيرتها الانكليزية.








منقول من بعد مجزرتي البارسا والريال… بانتظار تشفير الدوري الالماني!

No comments:

Post a Comment